الخميس، 4 أكتوبر 2012

"ما أجمل أن ينطلق اللسان بالاعتراف بالذنب "سورة القلم آية٢٨-٢٩

{ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (٢٨) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (٢٩)} [ سورة القلم ]
=============================
ما أجمل أن ينطلق اللسان بالاعتراف بالذنب ، وإن كان صاحبه نادماً في قلبه تأمل قول أصحاب الجنة الذين أقسموا على حرمان حق الفقراء .
[القصاب-نكت القرآن (4/383)]
من كتاب ليدبروا آياته
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في تفسير الميسر :
قال أعدلهم: ألم أقل لكم هلا تستثنون وتقولون: إن شاء الله؟ قالوا بعد أن عادوا إلى رشدهم: تنزَّه الله ربنا عن الظلم فيما أصابنا, بل نحن كنا الظالمين لأنفسنا بترك الاستثناء وقصدنا السيِّئ.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في تفسير الجلالين
"قَالَ أَوْسَطهمْ" خَيْرهمْ "أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا" هَلَّا "تُسَبِّحُونَ" اللَّه تَائِبِينَ ،
"قَالُوا سُبْحَان رَبّنَا إنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ" بِمَنْعِ الْفُقَرَاء حَقّهمْ
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في تفسير الطبري
وَقَوْله : { قَالَ أَوْسَطهمْ } يَعْنِي : أَعْدَلهمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : ٢٦٨٦٢ - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد , قَالَ ; ثني أَبِي , قَالَ : ثني عَمِّي , قَالَ : ثني أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْن عَبَّاس , قَوْله : { قَالَ أَوْسَطهمْ } قَالَ : أَعْدَلهمْ , وَيُقَال : قَالَ خَيْرهمْ , وَقَالَ فِي الْبَقَرَة : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّة وَسَطًا } قَالَ : الْوَسَط : الْعَدْل . * -حَدَّثَنِي عَلِيّ , قَالَ : ثنا أَبُو صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ ابْن عَبَّاس , قَوْله { قَالَ أَوْسَطهمْ } يَقُول : أَعْدَلهمْ . ٢٦٨٦٣ - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا الْفُرَات بْن خَلَّاد , عَنْ سُفْيَان , عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُهَاجِر , عَنْ مُجَاهِد { قَالَ أَوْسَطهمْ } : أَعْدَلهمْ . * - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , قَوْله { قَالَ أَوْسَطهمْ } قَالَ : أَعْدَلهمْ . ٢٦٨٦٤ - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا ابْن يَمَان , عَنْ أَشْعَث , عَنْ جَعْفَر , عَنْ سَعِيد { قَالَ أَوْسَطهمْ } قَالَ : أَعْدَلهمْ . ٢٦٨٦٥ - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة { قَالَ أَوْسَطهمْ } أَيْ أَعْدَلهمْ قَوْلًا , وَكَانَ أَسْرَعَ الْقَوْم فَزَعًا , وَأَحْسَنهمْ رَجْعَة { أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ } . * - حَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى , قَالَ : ثنا ابْن ثَوْر , عَنْ مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة { قَالَ أَوْسَطهمْ } قَالَ : أَعْدَلهمْ . ٢٦٨٦٦ - حُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { قَالَ أَوْسَطهمْ } يَقُول : أَعْدَلهمْ .
وَقَوْله : { أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ } يَقُول : هَلَّا تَسْتَثْنُونَ إِذْ قُلْتُمْ { لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } فَتَقُولُوا إِنْ شَاءَ اللَّه. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : ٢٦٨٦٧ - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِر , عَنْ مُجَاهِد { لَوْلَا تُسَبِّحُونَ } قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّهُ الِاسْتِثْنَاء . * -قَالَ ثنا مِهْرَان , عَنْ سُفْيَان , عَنْ مُجَاهِد { أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ } قَالَ : يَقُول : تَسْتَثْنُونَ , فَكَانَ التَّسْبِيح فِيهِمْ الِاسْتِثْنَاء.
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قَالُوا سُبْحَانَ رَبّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره : قَالَ أَصْحَاب الْجَنَّة : { سُبْحَان رَبّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } فِي تَرْكنَا الِاسْتِثْنَاء فِي قَسَمنَا وَعَزَمْنَا عَلَى تَرْك إِطْعَام الْمَسَاكِين مِنْ ثَمَر جَنَّتنَا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في تفسير ابن كثير
" قَالَ أَوْسَطهمْ " قَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَعِكْرِمَة وَمُحَمَّد بْن كَعْب وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة أَيْ أَعْدَلهمْ وَخَيْرهمْ " أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ" قَالَ مُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَابْن جُرَيْج " لَوْلَا تُسَبِّحُونَ" أَيْ لَوْلَا تَسْتَثْنُونَ . قَالَ السُّدِّيّ وَكَانَ اِسْتِثْنَاؤُهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَان تَسْبِيحًا وَقَالَ اِبْن جَرِير هُوَ قَوْل الْقَائِل إِنْ شَاءَ اللَّه وَقِيلَ مَعْنَاهُ قَالَ أَوْسَطهمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ؟ أَيْ هَلَّا تُسَبِّحُونَ اللَّه وَتَشْكُرُونَهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ وَأَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ .
أَتَوْا بِالطَّاعَةِ حَيْثُ لَا تَنْفَع وَنَدِمُوا وَاعْتَرَفُوا حَيْثُ لَا يَنْفَع . وَلِهَذَا قَالُوا " إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ " .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في تفسير القرطبي
أَيْ أَمْثَلهمْ وَأَعْدَلهمْ وَأَعْقَلهمْ .
أَيْ هَلَّا تَسْتَثْنُونَ . وَكَانَ اِسْتِثْنَاؤُهُمْ تَسْبِيحًا ; قَالَهُ مُجَاهِد وَغَيْره . وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ هَذَا الْأَوْسَط كَانَ أَمَرَهُمْ بِالِاسْتِثْنَاءِ فَلَمْ يُطِيعُوهُ . قَالَ أَبُو صَالِح : كَانَ اِسْتِثْنَاؤُهُمْ سُبْحَانَ اللَّه . فَقَالَ لَهُمْ : هَلَّا تُسَبِّحُونَ اللَّهَ ; أَيْ تَقُولُونَ سُبْحَانَ اللَّه وَتَشْكُرُونَهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ . قَالَ النَّحَّاس : أَصْل التَّسْبِيح التَّنْزِيه لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ; فَجَعَلَ مُجَاهِد التَّسْبِيح فِي مَوْضِع إِنْ شَاءَ اللَّه ; لِأَنَّ الْمَعْنَى تَنْزِيه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَكُونَ شَيْء إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ . وَقِيلَ : هَلَّا تَسْتَغْفِرُونَهُ مِنْ فِعْلكُمْ وَتَتُوبُونَ إِلَيْهِ مِنْ خُبْث نِيَّتكُمْ ; فَإِنَّ أَوْسَطَهُمْ قَالَ لَهُمْ حِينَ عَزَمُوا عَلَى ذَلِكَ وَذَكَّرَهُمْ اِنْتِقَامَهُ مِنْ الْمُجْرِمِينَ ،
اِعْتَرَفُوا بِالْمَعْصِيَةِ وَنَزَّهُوا اللَّه عَنْ أَنْ يَكُونَ ظَالِمًا فِيمَا فَعَلَ . قَالَ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْلهمْ : " سُبْحَانَ رَبّنَا " أَيْ نَسْتَغْفِر اللَّهَ مِنْ ذَنْبنَا .
لِأَنْفُسِنَا فِي مَنْعنَا الْمَسَاكِين .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في تفسير السعدي
(28)- فَقَالَ لَهُمْ أَعْدَلُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ (أَوْسَطُهُمْ): أَلَمْ يَكُنِ الأَفْضَلُ لَكُمْ أَنْ تَشْكُرُوا اللهَ عَلَى أَنْعُمِهِ عَلَيْكُمْ، فَتُسَبِّحُوهُ، وَتَنَزِّهُوهُ؟
أَوْسَطُهُمْ- أَرْجَحُهُمْ عَقَلاً وَأَحْسَنُهُمْ رَأْياً.
لَوْلا تُسَبِّحُونَ- هَلا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ.
{سُبْحَانَ} {ظَالِمِينَ}
(29)- فَنَدِمُوا عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ بَعْدَ فَوَاتِ الأَوَانِ، وَسَبَّحُوا رَبَّهُمْ، وَاعْتَرَفُوا بِأَنَّهُمْ كَانُوا ظَالِمِينَ، حِينَمَا أَرَادَوا مَنْعَ المَسَاكِينَ حَقَّهُمْ مِنْ ثَمَرِ البُسْتَانِ.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
والله اعلم

ليست هناك تعليقات: