السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اخواتي الموضوع هذا خاص في عقوق الوالدين - والعياذ بالله من العقوق - هالقصه حقيقيه وحصلت قبل 200 سنهتقريبا في منطقة حائل ..
وبالاضافه الى القصه اوردت معها القصيده التي قالها صاحب هذه القصه .. والقصه حتى لو انها قديمه عن زمنا هذالكنها تتشابه نوعا ما في قصص كثيره نسمعها هذه الايام عن العقوق والاشخاص الذين يذهبون بوالديهم الى داررعاية العجزه ...
فالقصه هذي رواها لي والدي - الله يحفظه - وحصلت منه على القصيده التي قالها صاحب هذه القصه المؤثره وسارويهالكم الان لعلنا نعتبر ونستفيد منها في التعامل مع اهلنا ومع اباءنا وامهاتنا وكذلك فيها عبره ايضا للزوجات فيالتعامل مع والد الزوج .. كذلك في القصه دليل على ان دعوة الوالد على ابناؤه مؤثره جدا ويستجيب الله عز وجل لها انكان هذا الوالد مظلوم .. فسبحان الله القصه عن رجل اسمه جحيش السرحاني الشمري ... جحيش رجل له ثلاثة ابناء ..
والرجل كما يروون عنه انه سوا اللي عليه بأنه اختار امهم وقد كانت من افضل النساء في تعاملها وتربيتها ومن عائلهطيبه وهو كذلك لم يقصر ابدا في تربية ابناؤه وكان يرحمهم لكن الهدايه من الله ..
كان الرجال في ذلك الزمن عندما يبلغ ابناءهم كانوا يرسلونهم مع اهل الغنم واهل الابل يسرحون وكان الرجل اللي حالتهضعيفه في ذاك الوقت يخلي عياله زي العمال عند اهل الحلال بأجره او زي مانقوله راتب.. وكان صاحب الحلال يقسواعليهم بالعمل الجاد وبتعليمهم وامرهم ..
اما جحيش لم يفعل هذا الشيء مع ابناءه من حبه لهم ومن غلاه لهم فما كان قلبه يطاوعه ان احد يأمرهم او يقسو عليهموكان يرحمهم من لواهيب الشمس لاتسطاهم وتحرقهم وهم صغار فكان يوفر لهم كل شيء من نفسه مع انه حالته كانتضعيفه فكان يسافر عنهم كثير ويشتغل عشان يوفر لهم عشاهم وغداهم وكان مايرضى يشوف عياله اقل من الناس فكانيوفر لهم ايضا لحم من ابل ومن غنم ومن صيد الحبارى والارانب والغزلان ..
يعني زي مانقول كان مدللهم .. وذاك الوقت كان الرجل يحرص على ابناءه كثيرا لأنه اذا كبر هم اللي يقومون فيه ويكدونعليه مو مثل هذا الزمن الحمدلله الناس بنعمه في ضمان اجتماعي وفيه جمعيات خيريه لكن ذاك الوقت ماكان فيه للرجالالا عياله اذا عجز وكبر فكان يهتم فيهم ويعلمهم وهم صغار .. وكان فيه مثل شعبي يقولونه ( ولد الشارب للحيه .. وولداللحيه للشيبه ..
وولد الشيب للخيبه ) ومعنى المثل هذا ان ولد الشارب للحيه يعني الرجل اللي يجيه اول ولد وهو في بداية شبابه يكبرالولد ويصير رجال وابوه توه بعز عنفوانه ورجولته .. اما ولد اللحيه للشيبه يعني الرجل اللي يجيه اول مولود وهورجال مو كبير ولا صغير يعني هو بالثلاثينات او بالاربعين اذا كبر ولده يمدي ابوه صار شايب ..
وولد الشيبه للخيبه يعني الرجل اللي يجيه مولوده وهو شايب ماراح يستفيد شي لانه هو بنهاية عمره ويحتاج منيسنده وولده توه صغير وعوده طري ... ونرجع لجحيش اللي دلع عياله ووفر لهم كل متطلبات الترف والحياة الهنيئه..الين كبروا عياله وتزوجوا ..
فلما كبر جحيش وعجز وصار يحتاج لمن يسنده ويعاونه لكن للاسف عياله كانوا عاقين فيه فكان يحبي لين يوصل بيتالولد الكبير ويجلس عنده كم يوم لين تضايقه زوجة الولد وتزمر عليه وتهاوشه انت يالشايب انت يالمخرف انت يالليفيك ومافيك فيروح يحبي لين يوصل لبيت الولد الاوسط فنفس الشي الزوجه تظل تزاعق عليه وتهاوشه ويروح للصغيرالا نفس الشي مع زوجة الولد من هواش وصراخ وتشكي لزوجها من ابوه ..
والحريم على هالحال غثنا ابوك المخرف غثنا ابوك الشايب شف لنا صرفه معه ومن هالكلام ..
ويوم من الايام كعادة البدو يرحلون من مكان الى مكان .. فكانوا راحلين ذاك اليوم وباتوا بوادي اسمه وادي سلاحيبوالشايب معاهم ..
ويوم انه صحى الصبح الا الشايب ماحوله احد والناس راحوا وتركوه لحاله لامعاه لاولد ولااحد يساعده ..
فراح يحبي ويتتبع اثرهم الا هذي اثارهم وهذي مناقع الماء فيأس من انه يلحقهم وتأثر تأثر شديد لأن ابناؤه تركوه وحيد.. وهو بالمناسبه ماخرف فكان معه عقل ويفهم .. فلقاه احد الماره ونقله معه ..
وعاش كم يوم بعدها مات الله يرحمه فقال هذي القصيده قبل مايموت ..ويسمونها قصيدة الدعوه لان فيها دعوه علىعياله بأن يقطع الله نماهم اي يقطع نسلهم .. وفعلا الثلاثة ابناء لم يولد لاي احد منهم اي ولد سبحان الله ولم يذكر الرواهأن لجحيش السرحاني سلاله استمرت وكثيرين قالوا ان سلالته انقطعت بعد عياله الثلاث .. في هالقصيده ذكر كيف كانيعمل لهم في صغرهم وعندما كبر هو كيف جازوه ..
يقول في القصيده :
قال الذي يقرا بليا مكاتيب. . . . .ياللي تقرون العمى من عماكم
ياعيالي اللي تشرفون المراقيب. . . . .تريضوا لي واقصروا في خطاكم
خذوا كلام الصدق ما به تكاذيب. . . . .مثل السند مضمون للي وراكم
ياعيال لا صرتوا ضيوف ومعازيب. . . . .ترى الكلام الزين ملحة قراكم
وتروا السبابة من كبار العذاريب. . . . .وهرج البلايس ما يطول لحاكم
المذهب الطيب فهو مذهب الطيب. . . . .والمذهب الخايب يبور نساكم
ياعيال ما سرحتكم باللواهيب. . . . .ياعيال ما عمر المعزب ولاكم
ياعيال ماضربتكم بالمشاعيب. . . . .ولا سمعوا الجيران لجة بكاكم
ياما توليت القبايل تقل ذيب. . . . .من خوف لاينقص عليكم عشاكم
( يذكر لهم انه ماخلا احد يتولاهم ولاشغلهم عند احد وهم صغار وانه كان يرحمهم ولاعمره ضربهم وانهكان يتعب ويسافر ويشتغل من اجل ان يوفر لهم العيشه الهنيئه )
وياما شربت السمن من عرض ماجيب. . . . .يـــفــز قــلبي يوم يبكي حداكم
أحفيت رجليني بحامي اللواهيب. . . . .وخليت لحم الريم يخالط عشاكم
ياعيال دوكم لحيتي كلها شيب. . . . .هذا زمان قعودنا في ذراكم
قمت اتوكا فوق عوج المصاليب. . . . .قصرت خطانا يوم طالت خطاكم
ردولي القرضة عليكم مطاليب. . . . .ردولي القرضة جزى من جزاكم
( البيت هذا يقول ردولي القرضه يعني الدين اللي عليكم يقصد به ان الاشياء اللي سواها لهم فيصغرهم تعتبر مثل الدين عليهم وهو يوم كبر ماكان يطلب فضل منهم بقدر ماكان يبيهم يردون لهالمعروف اللي عملته فيكم يوم كنتوا صغار ومحتاجين لي فكنت لكم الاب والام .. ردولي هذا الدين فقط )
لابد يوم عاوي دوني الذيب. . . . .بالقبر ما افرق طيبكم من رداكم
ماني بفاضحكم بوسط الاجانيب. . . . .باعمالكم يدرون كل اقرباكم
لوكان تدرون الردى والمعاييب. . . . .صرتوا مع المخلوق مثل خوياكم
خوالكم بالطيب تروي المغاليب. . . . .ولو تتبعون الجد محدن شناكم
وش علمكم يا تاركين المواجيب. . . . .حسبي عليكم هالردى وين جاكم
قصيتكم واسندت وادي سلاحيب. . . . .ولقيت بالصبخا مدافيق ماكم
ياعيال بعتوني (بصفر العراقيب). . . . .ما هي حقيقة سود الله قراكم
( صفر العراقيب يعني النساء ويقصد زوجات اولاده )
يالله عسى اعماركم شمسها تغيب. . . . .يعتم قمركم ثم تظلم سماكم
يا علكم في حاميات اللواهيب. . . . .ياللي على الوالد خبيث لغاكم
شفت الجفا والحيف والغلب والريب. . . . .بضلوعكم لابيض الله قراكم
عسى نساكم ما تحمل ولا تجيب. . . . .ولا حدن من البزران يمشي وراكم
اخسوا خسيتوا يا كبار اللغابيب. . . . .اهبوا هبيتوا يقطع الله نماكم
وسبحان الله استجاب الله لدعوته ولم يرزق احد من اولاده بأطفال مع انهم تزوجوا مرتين وثلاث لكن سبحان الله ..
هذه القصه سمعتها من الوالد واوردتها هنا لكي نعتبر منها ونستفيد منها مع انها في زمن اخر لكنمهما اختلفت الازمان فالعقوق واحد ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق