تعرف على القائد العسكري او السلطان محمود الغزنوي وقد لُقِّب :- بسیف الدولة - یمین الدولة - وأمین الملة - والغازي - وبطلالإسلام - وفاتح الهند - ومحطّم الأصنام - ويمين أمير المؤمنين - ولكنه اشتهر باسم السلطان الذي حطم أصنام الهنود ولاكن تعرف علىشخصيتين لتتعرف كيف تولى الحكم السياسي الذي تفرع حتى وصلللأمارة والقيادة السياسية والعسكرية الشخصية الاولى ( ألب تكين )الشخصية الثانية ( سبكتكين )شخصيتنا هي الثالثة ( محمود الغزنوي ) وايضاً تعرف على تاريخ الدولة السامانية لكي تعرف كيف نشأت الدولةالغزنوية.
الشخصية الاولى ( ألب تكين )
ألب تكين أو ألب تجين أو ألب تيكين، ولد في عام 801، وتوفي في 963. وهو المؤسس الحقيقي والأول للدولة الغزنوية. وهو في الأصل كان تركيا عبدا (باللغة الفارسية غلام، وبالعربية مملوك). وهو الرجل التركي الأول الذي أنشأ دولةإسلامية.
معلومات شخصية
الميلاد : سنة 901 - ولاية بلخ
الوفاة : 963 - غزنة
مواطنة : الدولة السامانية
الديانة : مسلم سني
الأولاد : إسماعيل الغزنوي
عائلة : السلالة الغزنوية
الحياة العملية المهنة :- حاكم، وآمر عسكري [لغات أخرى]
اللغات : الفارسية
كان ألب عبدا عند أحد القواد السامانين ، وكان العبيد الأتراك هم القوة الحقيقية للدولة السامانية .
عندما مات أمير السامانين عبد المليك الأول في عام 961، بدأت النزاعات بين إخوته على تولي العرش .
وقد إنضم ألب إلى أحد أطراف هذا النزاع، ولكن الطرف الأخر هو من حصل على العرش، وكان اسمه منصور الأول، وعندمااستولى منصور على العرش قام بعزل ألب من الولاية .
وترك ألب الولاية واتجه نحو بلخ. إلا أن منصور طرده من بلخ، وبحث لنفسه عن وطن أخر .
وفي عام 963 استولى على مدينة غزنة، وقام بإنشاء دولة مستقلة فعليا. ولكنه لم يصُك نقودا باسمه، واستعمل نقودالدولة السامانية .
ولهذا السبب إعتبر المؤرخون أن الدولة الغزنوية كانت نصف مرتبة بالسامانيين .
وقالوا بأن سُبُكْتِكِيْن هو المؤسس للدولة الغزنوية
حياته .
كان ألب عبدا عند أحد القواد السامانين، وكان العبيد الأتراك هم القوة الحقيقية للدولة السامانية .
عندما مات أمير السامانين عبد المليك الأول في عام 961، بدأت النزاعات بين إخوته على تولي العرش .
وقد إنضم ألب إلى أحد أطراف هذا النزاع، ولكن الطرف الأخر هو من حصل على العرش، وكان اسمه منصور الأول، وعندمااستولى منصور على العرش قام بعزل ألب من الولاية .
وترك ألب الولاية واتجه نحو بلخ.
إلا أن منصور طرده من بلخ، وبحث لنفسه عن وطن أخر. وفي عام 963 استولى على مدينة غزنة، وقام بإنشاء دولةمستقلة فعليا .
ولكنه لم يصُك نقودا باسمه، واستعمل نقود الدولة السامانية .
ولهذا السبب إعتبر المؤرخون أن الدولة الغزنوية كانت نصف مرتبة بالسامانيين .
وقالوا بأن سُبُكْتِكِيْن هو المؤسس للدولة الغزنوية
ما بعد ألب تكين
بعدما توفي ألب تكين في 13 يونيو في 963، جاء إبنه أبو إسحاق إبراهيم خلفا له، ثم بيلجا تكين الذي كان عبدا مثلألب تكين، ثم جاء من بعدهم سُبُكْتِكِيْن .
أبو إسحاق إبراهيم (الغزنوي)
أبو إسحاق إبراهيم هو ابن ألب تكين الذي تولى الحكم بعد وفاة والده مباشرة، وقد عمل على استعادة غزنة بعد أنخرجت من سيطرتهم وسيطر عليها الليفيين، وقد وجد أبو إسحاق نفسه مجبرا على طلب المساعدة من السامانيين، وقدكان السامانيين يرونه كعدو، إلا أنهم أجابوا طلبه، وقاموا بالإتفاق معا وحاروبوا الليفيين وطردوهم من غزنة وأعادوا غزنةمرة أخرى إلى حكم أبو إسحاق.
وعلى الرغم من أن الغزنويين لم يستطيعوا المبادرة إلى تحرير مدينتهم غزنه إلا بعد مساعدة السامانيين إلا أنه لم يُر أيارتباط بين الدولتين بعد تحريرها .
وقد توفي في 966 وجاء بيلجا تكين خلفا له .
أبو إسحاق إبراهيم
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد : القرن 10
الوفاة : نوفمبر - 12 - 0966 - غزنة
عائلة الدولة السامانية
الحياة العملية المهنة : قائد عسكري
بيلجا تكين
بيلجا تكين مجهول تاريخ الميلاد، وقد توفي في 975، وقد حكم الدولة الغزنوية في الفترة من عام966 إلى 975 .
بيلجا تكين
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد : القرن 10
تاريخ الوفاة : 975
عائلة : الدولة السامانية
الحياة العملية المهنة : قائد عسكري
عندما مات أبو إسحاق إبراهيم لم يكن له أبناء ليرثوه في الحكم. فاختار القادة والأمراء الأتراك بيلجا تكين خلفا له، وقدكان عبدا لألب تكين، ومن القادة في الجيش والقوات الخاصة ورتبته حاجب.
وقد أراد السيطرة على بخاري وأرسل جيشا للقيام بذلك، إلا أن السامانيين إستطاعوا هزيمته ولم يقدم على إرسال جيشمرة أخرى.
وقد استمر عشر سنوات حاكما للغزنوين، وتوفي أثناء حصار حصن كرديز، وجاء بوري تكين خلفا له.
الشخصية الثانية ( سبكتكين )
يعتبر بعض المؤرخين سُبُكْتِكِيْن مؤسس الدولة الغزنوية، وهو من عبيد ألب تكين والذي أسس الدولة الغزنوية.
معلومات شخصية
سبكتكين - السلالة الغزنوية - الأولاد : ( إسماعيل الغزنوي - محمود الغزنوي )
الميلاد - 942 - بارسغان - الوفاة - 997 - بلخ
مواطنة
الدولة الغزنوية
المناصب - أمير في المنصب من 20 أبريل 977 حتى 5 أغسطس 997
إسماعيل الغزنوي المهنة قائد عسكري
وقد توفي ألب عندما بدأ بتنظيم جيش لغزو الهند، في 13 سبتمبر 963.
وبعد وفاته حل مكانه ابنه أبو إسحاق إبراهيم وبفترة قصيرة فقد سيطرته على مدينة غزنة، وبمساعدة أمير السامانييناستطاع السيطرة على المدينة من جديد.
وعندما توفي جاء بيلجا تكين خلفا له في 12 نوفمبر 966، وأعلن أنه مرتبط بالدولة السامانية.
وبعد موت بيلجا تكين في عام 975 جاء بوري تكين وقد كان عبدا، وبسبب معارضة الناس له ورفضهم لحكمه أُنزل منعلى العرش في 20 إبريل 977، وحل محله سُبُكْتِكِيْن الذي تم اختياره من قبل القواد الأتراك.
وعلى الرغم من تصرف سُبُكْتِكِيْن الظاهري بأنه تابع للسامانيين إلا أنه تم في عهده وضع حجر الأساس لدولة الغزنويينالمستقلة.
ولم يمر الكثير حتى انتشر النفوذ التركي باتجاه الشرق حتى وصل إلى زابلستان التي في أفغانستان.
واتسعت الأراضي الغزنوية حتى شملت باختر وزمين دفر، وبلوشستان، وكوزدر. وقام أيضا بهزم رجاسي شاه الهندالذي كان سببا في عرقلة نشر الإسلام هناك، وتقدم على طول نهر كابل حتى وصل إلى بيشاور. وقد طلب أميرالسامانيين العون من سُبُكْتِكِيْن في عام 994 عندما خرج أبو على السيجوري وفائق لمواجهته.
وعندما قام سُبُكْتِكِيْن وابنه محمود الغزنوي بهزيمة المتمردين والانتصار عليهم، أطلق أمير السامانيين لقب سيف الدولةعلى محمود الغزنوي، ومنحه قيادة الجيش.
وقد توفي سُبُكْتِكِيْن الذي قام بتوسعة رقعة الدولة الغزنوية في أغسطس عام 997.
بعدما مات سُبُكْتِكِيْن وانتشر خبر وفاته، جاء إبنه الصغير إسماعيل إلى بلخ وأعلن نفسه حاكما للدولة الغزنوية وذلكلوصية والده.
تختلف الروايات في أصل سُبُكْتِكِيْن، انه تركي الاصل من تركستان، وقد وقع سُبُكْتِكِيْن في الأسر وحمل إلى بخارى فبيعإلى ألبتكين، وأبو سُبُكْتِكِيْن هو «جوقي» الذي لقب لبطولته «قرابجكم» وقد رتبت سلسلته على هذا النحو: سُبُكْتِكِيْن بنجوقي بن قرا
توسيعه لمملكته
وقد حسن ذكر سُبُكْتِكِيْن بين الناس وعظم شأنه وطمع الناس بالاستعانة به، وفي إحدى المرات جاءه أمير يدعى «طغان» وهو صاحب مدينة بُست، وقد أتى لكي يستغيث بسُبُكْتِكِيْن لأنى أميراً يعرف ب«بابي تور» قد هاجمه وحاربه حرباًشديدة وأخذ بُست منه، وقد أعطا طغان سُبُكْتِكِيْن مقابل ذلك مالاً منه وطاعة، فذهب سُبُكْتِكِيْن إلى بُست وخرج عليه بابيتور وتقاتلا قتالاً شديداً حتى هزم بابي تور واستعاد طغان الحكم، فلما استقر فيها وعاد ملكاً علبها طالبه سُبُكْتِكِيْن بماوعده به، فأخذ طغان يجادل ويماطل ثم أخذ سيفاً وضرب يد سُبُكْتِكِيْن فجرحها، فأخذ سُبُكْتِكِيْن سيفاً وضربه فجرحهوفصل العسكر بينهما، وعلى إثر ذلك قامت حربٌ بينهما وفاز سُبُكْتِكِيْن واستولى على مدينة بُست.
بعد استيلاءه على مدينة بُست ذهب إلى مدينة قُصْدار، وأخذها ثم أعاد لواليها حكمه ولكنه فرض عليه مالاً يدفعه إليه كلسنة.
بعد ذلك بدأ يغزو سُبُكْتِكِيْن قلاع الهند الواحدة تلو الأخر، ولما رأى «جيبال» ملك الهند ما أصابه غضب غضباً شديداًوحشد الكثير من الفيلة، وذهب إلى دولة سبكتيكين فخرج سُبُكْتِكِيْن من غزنة واتجه إليه ومعه جيشه والكثير منالمتطوعين، واستمرت المعركة أياماً عديدة، وكان بالقرب من ميدان المعركة مكان فيه عين ماء، إذا ألقي فيها نجاسة تظل الماءتبرق بالبرق والرعد وتمطر حتى تطهر عين الماء من النجاسة، فأمر سُبُكْتِكِيْن بإلقاء نجاسةٍ فيها فجاء الغيم والرعدوالبرق، وتوالت الصواعق والأمطار فوق رؤوس الهنود واشتد البرد حتى هلكوا واستسلموا.
أرسل ملك الهند إلى سُبُكْتِكِيْن الرسل يطلب الصلح وترددت الرسل على سُبُكْتِكِيْن لكن إبنه محمود كان يرفض، ثم قال لهمجيبال: أن الهناكدة سيفقؤون أعين أفيالهم ويرمون أولادهم في النار ويخربون بيوتهم ثم سينتحرون وسيدخل المسلمونولايجدون إلى خرابا ودمارا، عنده قرر سُبُكْتِكِيْن وابنه محمود أن يوافقوا على الصلح بشرط أن يدفع لهم ملك الهند مليوندرهماً وأن يسلم له مدناً وقلاعاً من الهند وأن يعطيه خمسين فيلاً، ورهن سُبُكْتِكِيْن جماعة من أقرباء ملك الهند عنده لعلهعندما يسحب جيشه يرفض ملك الهند تسليمه أراضي الهند، وعند وصول المسلمين الذين أتوا لتنفيذ شروط الصلح نقضالصلح وقبض عليهم وأخذهم رهائن عنده، فلما سمع سُبُكْتِكِيْن جمع جيشه وسار إلى الهند فدمر كل المدن التي مر عليهاثم ذهب إلى لمغان، وهي أحصن قلاع الهند ففتحها سُبُكْتِكِيْن ودمر بيوت الأصنام وأقام شعائر الإسلام، ثم عاد إلى غزنة،فلما سمع «جيبال» بذلك حشد مئة ألف مقاتل واتجه إلى سُبُكْتِكِيْن فلقيه سُبُكْتِكِيْن، وأمر سُبُكْتِكِيْن جنوده أن يتناوبوابالقتال فتعب الهنود من القتال المتواصل وهزم الهنود شر هزيمة وأخذت منهم رهائن كثيرة جداً وغنم منهم أموالٌوحيوانات كثيرة، وذل الهنود بعد هذه الوقعة وقوي نفوذ سُبُكْتِكِيْن ووافق الأفغانيون والخرج على طعاته ورفع شأنه بينالناس.
في سنة 384 هـ وضع الأمير نوح محمود بن سُبُكْتِكِيْن والياً على خراسان، وكان سبب ذلك أنه احتاج إلى معونة منه لماسيطر أبو علي عليه، وقد بدأ الأمر أن فائق حاكم بلخ لما رأى أن الأمير نوح احتل بخارى قرر الذهاب إليه والاستيلاء علىدولته، وعندما علم نوح بذلك أرسل جيشه لصد الهجوم فانهزم فائق وانسحب وذهب إلى أبي علي، ففرح أبو علي بهمواتفق مع فائق على عصيان نوح ولما فعلوا ذلك أرسل الأمير نوح رسالة إلى سُبُكْتِكِيْن يطلب منه معونته ونجدته وسيوليهعلى خراسان مقابل ذلك، وكان سُبُكْتِكِيْن حينها مشغولاً بالغزو ولكنه عندما وصلته الرسالة ذهب إلى نوح ووافق علىمساعدته وحشد جيشه، وعندما علم فائق وأبو علي استنجدا بفخر الدولة بن بويه فوافق على طلبهما وأرسل إليهمجيشاً كبيراً، وسار سُبُكْتِكِيْن مع ولده محمود إلى خراسان والتقى هناك بالأمير نوح والتقوا مع أبو علي وفائق فينواحي هراة، وفي أثناء المعركة ذهب دارا بن قابوس بن وشكمير إلى صف نوح وترك أبا علي وفائق فانهزم أبو عليوفائق، وأسر سُبُكْتِكِيْن الكثيرين كما غنم الكثير بينما انسحب أبو علي إلى نيسابور وارتاح الأمير نوح وسُبُكْتِكِيْن فيهراة لمدة وبعد ذلك اتجهوا نحو نيسابور، فلما علم أبو علي وفائق هربا إلى جرجان واستولى نوح على نيسابور ووضعمحمود بن سُبُكْتِكِيْن قائداً على جيوش خراسان ولقبه سيف الدولة، ولقب أباه سُبُكْتِكِيْن ناصر الدولة وعاد نوح إلىبخارى وسُبُكْتِكِيْن إلى هراة وبقي محمود بنيسابور.
في سنة 387 هـ في شعبان توفي سُبُكْتِكِيْن ونقل إلى غزنة ميتاً ودفن فيها بعد أن دام حكمه عشرين سنة.
شخصيتنا هي الثالثة
( محمود الغزنوي )
هو : يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سُبُكْتِكِيْن الغزنوي
(ولد في 2 نوفمبر 971م - وتوفي في 30 إبريل 1030م)
المعروف باسم محمود الغزنوي
هو حاكم الدولة الغزنوية
في المدة من عام 998م إلى 1030م
في زمن الخلافة العباسية
واسمه باللغة التركية :- Yemin el-Devlet Mahmut
وتعني يمين الدولة محمود
أما بالفارسية فإن اسمه أبو القاسم محمود بن سُبُكْتِكِيْن .
اسمه الكامل :- يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سُبُكْتِكِيْن .
وقد لُقِّب :- بسیف الدولة - یمین الدولة - وأمین الملة - والغازي - وبطل الإسلام - وفاتح الهند - ومحطّم الأصنام - ويمينأمير المؤمنين -
ولكنه اشتهر باسم السلطان محمود الغزنوي .
ارتفعت الدولة الغزنوية في فترة حكمه إلى الأوج في قليل من الزمن بفضل همة محمود وحسن قيادته، إذ استطاع أنيغلب السامانيين على أمرهم وأن يغزو الهند .
كان أول ما فعله محمود الغزنوي فور توليه الحكم وحلفه اليمين هو عقد معاهدة مع جيرانهِ الشماليين من القراخانيين .
وبدأ على إثر تلك المعاهدة في حروبهِ ناحية الهند. وقد خاض ما يقرب من سبعة عشر معركة ضد الهنود في الفترة من1001م إلى 1027م .
وأن يوسع حدود مملكته التي ورثها حتى امتدت من بخارى و سمرقند إلى الكجرات وقنوج وشملت أفغانستان وبلاد ماوراء النهر وسجستان وخراسان وطبرستان وكشمير وجزءً كبيراً من الولايات الواقعة في الشمال الغربي من الهند .
حتى إذا كانت سنة 1030م (421 هـ) أدركته الوفاة، وبعد ذلك بسبع سنين انتقل ملكه العريض فعلياً إلى أيدي السلاجقة.
إلا أن دولته التي أسسها لم يُقضَ عليها فعلياً إلا سنة 582 هـ، عندما استولى الغوريون على آخر ممتلكاتها في الهندوأوقعوا بها الوقوع النهائي .
كان محمود الغزنوي نصيراً كبيراً للأدب والفنون، إذ كان يعيش في عهده كثير من العلماء والشعراء، منهم: ابن سينا وأبوالريحان البيروني وأبو الفتح البستي والعسجدي والفردوسي والبيهقي والفرخي والمنوجهري والعنصري والكسائيوالدقيقي والغضائري .
معلومات شخصية :
أبو القاسم محمود الغزنوي (بالفارسية: أبو القاسم محمود غزنوی)
فترة الحكم : 998 -1030
ألقابه : بطل الإسلام، فاتح الهند، محطم الأصنام، يمين أمير المؤمنين، يمين الدولة
الاسم الكامل : محمود بن سُبُكْتِكِيْن الغزنوي - يمين الدولة أبو القاسم
الميلاد : 2 - نوفمبر - 971 - غزنة
الوفاة : 30 - أبريل - 1030 - (58 سنة) - غزنة
الديانة : مسلم سني
الأولاد : مسعود ومحمد وعبد الرشيد
الأب : سبكتكين
إخوة وأخوات : إسماعيل الغزنوي
عائلة : السلالة الغزنوية
نشأته وبداية حياته السياسية :-
ولد محمود الغزنوي في 2 أو 14 نوفمبر عام 971م في غزنة، وكان والده قائدًا عسكريًا يُسمى سُبُكْتِكِيْن، أما أمه فكانتتنسب إلى أصل فارسي من منطقة زابلستان .
ولهذا السبب كان الشعراء يخاطبون السلطان محمود من آن لآخر بمحمود الزابولي .
وقد بدأ السلطان محمود بتولّي الإدارة في سن الشباب وكان أول عمل له خارج مدينة غزنة، هو إدارة منطقة زمين دفر. وقدنجح الحاكم الساماني بالقضاء على تمرد حاكم خراسان في عام 994م بمساعدة جنود سُبُكْتِكِيْن، وعلى إثر هذا لقّبهالحاكم الساماني بناصر الدين والدنيا .
أما هو فقد أطلق على نفسه لقب سيف الدولة.
بعدما مات سُبُكْتِكِيْن وانتشر خبر وفاته، جاء ابنه الصغير إسماعيل إلى بلخ وأعلن نفسه حاكمًا للدولة الغزنوية وذلكلوصية والده، ولكن محمود الغزنوي الذي كان في نيسابور في هذا الوقت كان أكثر خبرة وتجربة وقوة من إسماعيل .
ولأن محمود كان أكبر من إسماعيل وأحق بالحكم منه، عرض على إسماعيل أن يترك الحكم ويتولى خراسان وبلخ، إلا أنإسماعيل لم يوافق، حتى وقعت بينهما معركة حربية في مارس 998م وانتصر فيها جيش محمود الغزنوي، ولجأإسماعيل إلى حصن، ثم قُتل بعدها بسبعة أشهر .
فتح الهند :-
أول ما فعله محمود الغزنوي فور توليه الحكم وحلفه اليمين هو عقد معاهدة مع جيرانه الشماليين من القراخانيين .
وبدأ على إثر تلك المعاهدة في حروبه باتجاه الهند .
وقد خاض ما يقرب من سبع عشرة معركة ضد الهنود في الفترة من 1001م إلى 1027 م .
وكان الهدف الرئيس لتلك الحروب هو نشر الإسلام، وزيادة عدد الجيش الغزنوي، وجمع الغنائم .
وقد خرج السلطان محمود في أول حرب له إلى الهند في سبتمبر سنة ألف. وقد سيطر وقتها على عدة قلاع هندية .
وقد خرج محمود الغزنوي في ثاني حملة له إلى الهند في جيش مكوّن من 15 ألف بالخيول، وقد وقعت المعركة بينه وبينجيبال في 27 نوفمبر 1001م، وانتصر فيها محمود الغزنوي، وغنم فيها غنائم كثيرة كانت الفيلة من ضمنها .
وقد كانت حملة محمود الغزنوي الثالثة إلى منطقة بهتيا التي لم تدعمه في حملته الثانية، وقد كانت تلك المنطقة تحتقيادة باجي راي، وعندما هُزم باجي راي في تلك المعركة أصبحت تلك المنطقة في يد الغزنويين .
وفي عام 1006 كانت حملة محمود الغزنوي الرابعة ضد أبي الفاتح داود زعيم حركة الباطنية، وقد استولى على ملتانوالبنجاب .
وقد توقّفت حملات محمود الغزنوي إلى الهند فترة من الزمن أثناء انشغاله بحروبه في الشمال مع القراخانيين، وعندماعلم صوبحال والي ملتان استغل هذا الوضع وارتد عن الإسلام وعاد إلى الهندوسية دينه القديم .
وقد علم محمود الغزنوي بهذا في كانون الثاني/ يناير 1008م، وشن على الفور حملته الخامسة إلى الهند وأعاد ملتانإلى حكمه مرة أخرى .
وكانت حملة محمود الغزنوي السادسة إلى الهند في 31 ديسمبر 1008م لإخضاع الرجا (معناها أمير عند الهنود) الذينرفضوا الإسلام في أنحاء البنجاب .
وقد أتم هذه الحملة بالنصر في أغسطس/سبتمبر 1009م، وأخضع المناطق الشمالية، وقلّت سيطرة الأمراء الهنود علىولاياتهم .
وقد كانت الحملة السابعة نحو الهند لتوقيع اتفاقية تجارية .
ثم خرج محمود الغزنوي في حملته الثامنة في أكتوبر 1010، وفي تلك المرة لم يواجه محمود الغزنوي أيّة صعوباتوضم ملتان تحت حكمه بشكل قطعي .
أما الحملة التاسعة فكانت إلى سلط رنجا التي في منطقة ناندانا .
وقد هزم الأمراء الذين لم يرغبوا في أن يكونوا تابعين له في ناندانا .
وعلى أصداء انتصارات محمود الغزنوي بدأ الدين الإسلامي ينتشر في شمال الهند .
كانت حملات محمود الغزنوي في الهند إلى مدينة زان ور التي تبعد عن شمال دلهي نحو 150 كم .
وقد كانت تلك المدينة مقدّسة بالنسبة للهنود، وفيها العديد من الأصنام، ومن أهمهم وأكبرهم صنم يُسمى شكراص فامي .
وكان سبب قيام الحملة العاشرة في أكتوبر -نوفمبر 1014م، لهدم هذا الصنم، وجمع الغنائم، وبعد انتصاره في تلكالمعركة أخذ الصنم إلى غزنة ليراه الغزنويين هناك .
وكانت الحملة الحادية عشر في أواخر عام 1015م، أما الثانية عشر فكانت في 1018م، وقد جاءه من تركستان نحو 20 ألف شخص ليشتركوا في جيشه تطوعاً، وليزيد بذلك تعداد جنوده .
ولم تقف أي قوة أو مقاومة في وجه محمود الغزنوي حتى توسعت أراضيه ووصل إلى أغرة .
وقد قام بحملته الرابعة عشر في أكتوبر 1021م، واتجه نحو كشمير التي لم يستطع دخولها من قبل أو السيطرة عليها،إلا أنه بسبب شدة البرودة في الشتاء لم يستطع السيطرة على قلعة لوكهوت .
كانت الحملة الخامسة عشر في عام 1022 إلى قلعة قلين جار التي كان قد هزم أميرها من قبل، ولكنه لم يدخل تحت طاعةمحمود الغزنوي بشكل قاطع، إلا أنه ربطها بالجزية ولم يستولِ عليها، وعاد إلى غزنة في مارس-إبريل 1023 .
وكانت حملة محمود الغزنوي السادسة عشر من أهم الحملات التي عرفت في التاريخ، وهي معركة سومنات .
وقد وقعت سومنات في يد الغزنوي بعدما حاصرها في 8 يناير 1026 م، ثم قام بإزالة صنم شيفا المقدس عندهم، وأذّن فيمعبده .
وقد كانت آخر حروب الغزنوي السبعة عشر في الهند عندما هاجمه الجاتيين أثناء عودته من غزو سومنات، ولكنه هزمهم،وتوسع في تلك الحملة حتى وصل إلى نهر الغانج، وألقى أساس حكم الأتراك الذي سيستمر لسنوات عديدة في الهند .
فتح الملتان :-
سبب غزو محمود للملتان هو أنّ ملكها أبا الفتوح كان ملحداً، فدعا شعبه إلى الإلحاد واستجابوا له، ولكن نهر سيحونلم يسمح له بالعبور إلى الملتان، فأرسل محمود رسالةً إلى أندبال (وهو ملك دولةٍ تقع بين الدولة الغزنوية والملتان) يطلبمنه فيها الإذن بعبور بلاده إلى الملتان لكن أندبال لم يجبه، فقرَّر أن يجمع بين الغزوتين، وغزا محمودٌ بلاد أندبال ولاحقهمن بلدٍ إلى بلدٍ حتى وصل إلى حدود كشمير .
وعندما سمع أبو الفتوح بالأمر أدركَ أنه لا يستطيع الوقوف في وجه محمود وقتاله فأَرسل أمواله إلى سَرَنْديب (جزيرةسريلانكا)، ثم وصل محمودٌ إلى المدينة فقاتله أهلها فحاصرهم حتى فتحوا له المدينة من تلقاء أنفسهم، ثم غَرَّمهمبعشرين ألف درهمٍ عقوبةً للعصيان .
السيطرة على سيستان :-
كانت توجد منازعات على كرسي الحكم في سيستان في عهد دولة الصفاريين، وقد قاموا بدعوة محمود الغزنوي ليكونحاكماً لهم، وقد خرج محمود الغزنوي في طريقه إليهم في نوفمبر 1002، وفي 21 ديسمبر أصدر أوامر خلفية جديدةعليهم، وضمهم تحت حكمه، وفي أثناء الحفل الذي أقامه الخليفة قام مجموعة من الثوار بالتمرد ضد الخليفة، وبناء عليهقام الغزنوي بإخماد هذا التمرد في 1004، وعيّن أخوه نصر لحكم تلك المنطقة .
السيطرة على خوارزم :-
كان محمود الغزنوي يريد في كل فرصة متاحة له السيطرة على خوارزم، وفي عام 1017 قام بتحقيق ذلك عندما عقدمعاهدة سلام مع حاكمها وأصبحت تابعة له .
وقد قُرأت الخُطبة باسم محمود الغزنوي هناك، وقد أدى هذا إلى حدوث نزاعات بين قواد الجيش في خوارزم، ولهذا حدثتغيُّر في عرش الحكم في 17 مارس 1017 .
وقد خرج القراخانيين للسيطرة على العرش، إلا أن الغزنوي قام بهزيمة المتمردين في 3 يوليو 1017، ودخل كهنه غرغانجوأصبح حاكماً عليها، مما اضطر القراخانيين للقبول بهذا الوضع مجبرين .
السيطرة على غور :-
قام محمد شهاب الدين الغوري بالخروج من طاعة الغزنويون بعد وفاة سُبُكْتِكِيْن الذي كان قد سيطر على تلك المنطقة ولايةغور من قبل .
وهذه المنطقة يطلق عليها أحيانًا مَندِش. وعليه فإن محمود الغزنوي قام بحملةٍ في 1011 لإعادتها إلى حظيرة الدولةالغزنوية من جديد، وعندما علم الغوريون بذلك تشتتوا في الجبال لِعلمهم بعدم قدرتهم على هزيمة الغزنوي، وحتميةخسارتهم .
وبعدها بسنوات قام بعدة حملات للسيطرة عليها، وفي عام 1020 أرسل ابنه مسعود للسيطرة على القلاع الباقية فيها،ونجح في جعل تلك المنطقة تابعة لحكمه بشكل قطعي .
السيطرة على كارجيستان :-
قام محمود الغزنوي بإرسال سفير إلى حاكم كارجيستان في عام 999، وطلب منه أن ينضم إلى الدولة الغزنوية .
وقد قبل حاكم كارجيستان وقتها طلب الغزنوي، وقُرأت الخُطبة باسمه .
وعندما تغير هذا الوالي لم يعترف الوالي الجديد بقوة الغزنوي وتفوقه، وعندما علم الغزنوي بهذا قام بإرسال قوادجيشه و والٍ معه إلى كارجيستان، وكنتيجة لتلك الحركة الناجحة أصبحت كارجيستان تحت سيادة الغزنويين بالمعنىالتام في 1012 .
وقد تُوفي الأمير الذي أعلن تمرده في السجن في 1015-1016 .
محاولة استيلاء إيلك الخان على خراسان :-
بعد أن استقرّ ملك خراسان لمحمود وملك ما وراء النهر لإيلك خان تصالحا واستقرَّت أمورهما، لكن إيلك الخان كتم كرههلمحمود حتى ذهب إلى الملتان حين أرسل جيشه بقيادة سباشي تكين بينما اتجه أخوه جعفر تكين مع مجموعةٍ من الأمراءإلى بلخ .
وكان ذلك في سنة 396 هـ .
كان محمود قد وضع «أرسلان الجاذب» حاكماً لحين عودته وأوصاه أن ينسحب إلى غزنة في حال هاجمه أحد الجيوش،فذهب إلى غزنة حين وصل خبر جيوش إيلك الخان وحينها استولى سباشي تكين على هراة وأقام فيها وأرسل من يحتلُّنيسابور .
في تلك الأثناء كان محمود قد خرج من الهند وفي طريقه إلى خراسان فأنفق الأموال على جيشه لتقويته وجاء ببعضالمحاربين من قبائل الأتراك، وسار محمودٌ إلى بلخ والتي فيها جعفر أخ إيلك الخان واسترجعها ولكن جعفر هرب إلىترمذ، وبعد ذلك أرسل محمود جيشه إلى هراة، فذهب سباشي إلى مرو لكي يعبر النهر هرباً من جيش محمود فقابلهالتركمان الغزية فهزمهم وقتل منهم الكثير ثمّ سار إلى أّبِيورد، وظلّ محمود يطاردهم حتى وصل سباشي إلى جرجانفأخرجه أهلها منها فعاد إلى خراسان وهناك قبض محمودٌ على أخيه وأسره ولكنه هرب .
وفي تلك الأثناء أرسل إيلك الخان أخاه جعفر إلى بلخ لكي يلهي محمود عن مطاردة سباشي، لكن محمود لم يكترث لهوتابع مطاردته حتى هرب سباشي من خراسان، وحينها عاد محمود إلى بلخ وقاتل جعفر وهزمه شرّ هزيمة وسُلِّمتخراسان إليه .
كان إيلك الخان مصرّاً على الاستيلاء على خراسان ولذلك فقد راسل قدرخان بن بغراخان ملك الختن وقد كانت توجد قرابةٌبينهما، ثم جاء قدرخان إلى إيلك الخان وعبرا معاً النهر إلى خراسان، وقد وصل خبر هجومهما إلى محمود وهو فيطخارستان فذهب على عجلٍ قبل وصولهما إلى بلخ، فبدأ يستعد للحرب وجمع الأتراك الغزِية والخلج والهند والأفغانيةوالغزنوية وذهب وعسكر في مكانٍ فسيحٍ جيّدٍ للحرب .
ووصل إيلك وقدرخان وتقاتلوا مع محمودٍ حتى الليل، واستمرّ القتال في اليوم التالي وأخذ محمودٌ يبتهل بالدعاء إلى اللهللنصر في المعركة، ثم انتصر في المعركة وردّ إيلك الخان وهزمه شر هزيمة .
فتح قصدار كان محمود قد صالح ملك قصدار على مبلغٍ من المال يدفعه ملكها إلى محمود كل فترة، لكن عندما وجد ملكقُصدار بلاده محصّنة توقف عن دفع المال، بالإضافة إلى أنه كان قد تحالف مع إيلك الخان فقرّر محمود السير إليه، ولكنقبل أن يذهب محمود إليه حدثت مشكلةٌ بينه وبين إيلك الخان وتوقّف التحالف فسار محمود إليه على الفور في سنة402 هـ، وترك غزنة في جمادى الأول وأعلن أنه ذاهبٌ إلى هراة للتمويه لكنه غير طريقه بسرعةٍ باتجاه قُصدار، وحاصرمحمود قُصدار في الليل وطوّقها فاستسلم ملكها في الصباح عندما أدرك أن محمود قد وصل وحاصر بلاده، وأخذ محمودمنه ما تراكم عليه من المال لكنه تركه حاكماً على قُصدار .
حربه مع بيدا عندما فتح محمود قنوج (وهي ولايةٌ هندية) هرب ملكها رآي قنوج (ورآي هو لقب الملك كالخليفة والقيصر)منه، وحينه أرسل إليه بيدا (وهو من أعظم الملوك الهنود ومملكته تسمى كجوراهة) يؤنّبه على تسليم بلاده للمسلمينوالهرب منها، وفي النهاية اختَلَفي ودخلا في معركةٍ قُتل فيها قنوج ومعظم جنوده، ثم هزم بيدا معظم الملوك الهنودالآخرين الذين فرّوا من محمود ووضعهم تحت رحمته ووعدهم بإعادة بلادهم إليهم، فغضب محمودٌ وسار إلى بيدا وهزمهوغنم منه وعاد إلى غزنة .
ثم سار وعبر نهر كنك ثم تابع سيره، وحينها وصلت إليه أخبارٌ عن ملكٍ هنديِّ يسمّى تروجنبال، فسار إليه حتى التقياعلى جانبي نهر من الأنهار فهزمه محمود، فطلب الأمان ولكن محمود لم يقبل بذلك إلا في حال أسلم تروجنبال فهرب إلىبيدا، ولكن أثناء طريقه إلى هناك قتله بعض الهنود ممّن رافقوه، وبعد ذلك أخذ الكثير من ملوك الهند يراسلون محمودويُظهرون له الطاعة .
بعد ذلك سار محمودٌ إلى مدينة باري وغزاها ودمّرها، وسار مجدّداً يبحث عن «بيدا»، ثم لحقه بيدا والتقيا معاً في معركةٍعظيمة قرب أحد الأنهار، وقد كان مع بيدا 55000 فارسٍ و185000 مقاتلٍ و750 فيل، واقتتلوا في المكان حتى الليل،ولكن في اليوم التالي وجد محمود أنّ جنود بيدا قد هربوا كلٌّ منهم في اتجاهٍ مختلفٍ وتفرّقوا في النطقة وقد تركواالأموال والأسلحة، فغنمها محمودٌ ثم سار إلى جنود بيدا فقتل معظمهم لكن بيدا نجا بعد أن قُتلت جيوشه .
حروب السلطان محمود الغزنوي الخارجية :-
حروب السلطان محمود مع السامانيين :-
قام السمانيون باحتلال خراسان أثناء انشغال محمود الغزنوي بالحرب ضد أخيه إسماعيل على العرش في عام 998،وفي تلك الأثناء أعلن منصور الثاني أنه لن يُعيد خراسان التي قام باحتلالها إلى محمود الغزنوي. وعلى إثر هذا قامالغزنوي بالتوجه نحو نيسابور .
وفي تلك الفترة لم يرغب الغزنوي في مهاجمة والي خراسان بيكتوزون والذي أتى منصور الثاني لمساعدته ومعه قواتفائق، ورضي بالانتظار لتفويت الفرصة على القرة خانيين الذين إقتربوا من ما وراء النهر .
وقد قام فائق ومعه بيتوزون بعزل منصور الثاني لعدم ثقتهم فيه، وجلبوا مكانه عبد المليك بن نوح الذي كان في عُمرصغير وقتها .
وقد قام الغزنوي بهزيمة الاتحاد الذي قام به بيكتزون وفائق ومعهم أبو القاسم السيمجوري في 16 مايو 999 .
وسيطر على خراسان من جديد، وعين أخوه نصر واليا عليها .
وفي تلك الأثناء استفاد القرة خانيون من وضع السامانيين الذين دب فيهم الضعف وقاموا بإسقاط الدولة السامانية، وقدحقق ذلك للغزنوي أن أصبحت دولته مستقلة بشكل تام، وسقطت تبعيتها لإي دولة .
السلطان محمود وحروبه مع القرة خانيين :-
كانت العلاقات بين الغزنويين والقرة خانيين ودية في عهد ناصر بن على، وقد استمرت تلك العلاقات الودية بينهما بتزوجمحمود الغزنوي من ابنة ناصر بن علي في 1001 .
إلا أن تلك العلاقة لم تدم طويلا بسبب رغبة ناصر بن علي بالسيطرة على كل الأراضي المتبقة من السامانيين، وقد قام ابنعلي بإرسال جيش إلى خراسان في الوقت الذي كان فيه الغزنوي يحارب في الهند .
وعندما علم الغزنوي بهذا قام بتقوية جيشة بالخلاجيين والأفغان، وقام بإبعاد قوات ابن علي عن المدينة في سبتمبر-أكتوبر 1006 .
إلا أن ابن علي لم يتراجع، وفي 5 يناير 1008، قام بالتقدم نحو 20 كم طوليا في بلخ، والتقى الجيش القرة خاني بجيشالغزنويين ولم يستطع القرة خانيين مهاجمة الجيش الغزنوي بسبب وجود الفيلة أمامه، وفقدوا قدرتهم على تبادلالاصطدام .
وكان هذا آخر أمل كبير قام به القرة خانيين للسيطرة على خراسان .
حدثت نزاعات بين القرة خانيين على العرش، وقد استولى أبو منصور أرسلان خان على العرش، ولم يختر أن تسير الأموربشكل جيد مع محمود الغزنوي .
إلا أن يوسف قادر خان بدأ بصراع جديد على العرش، وطلب المساعدة من الغزنوي .
وبينما كان الغزنوي في يحارب في الهند، رأى المتصارع على الحكم أن هذا موقف جيدا للسيطرة على خراسان، وأنشئاجيشا متحدا من القرة خانيين، إلا أن الغزنوي قام بهزيمة هذ الجيش في 1019-1020 وعاد مرة أخرى إلى الهند .
قام أبو منصور بالانسحاب من على العرش ليوسف قادر خان، وطلب يوسف خان المساعدة من الغزنوي مرة أخرىلمواجهة أخوته .
ولكن تلك المرة قُبل طلبه، وتقابل مع المتنافسين على الحكم في سمرقند في مارس-أبريل 1025، وعقد بينهم إتفاقاً .
وعندما علم يوسف خان بهذا هرب، وكذا تم تجنّب النزاعات المستمرة على العرش في دولة الكراخانيين .
حروب السلطان محمود مع الأغوز :-
الأغوز هم مجموعة من التركمان، يتكونون من أربعة ألاف خيمة، وتابعين أرسلا يابغو .
وقد طلبوا الإذن من السلطان محمود للعبور من خراسان بدلا من العبور من بلاد ما وراء النهر لإنهم يعانون من العبور منتلك المنطقة .
وقد فكر الغزنوي أنه يمكنه أن يستفيد من القوة العسكرية لتلك المجموعة، فسمح لهم بالمرور من نهر جيحون على الرغممن مخالفة أرسلان جاذب والي طوس .
إلا أن الأغوز كانوا يُقِعُون المدن التي يمرون بها في ظروف اقتصادية صعبة. وفي عام 1028 إرتفعت نسبة شكوى السكانالأصليين منهم إلى السلطان محمود. وعلى إثر هذا أرسل السلطان محمود أرسلان جاذب إلى الأغوز .
إلا أن أرسلان لم يستطع حل المشكلة، وعند إتهامه بالفشل، أوضح أن قوة الأغوز قد زادت وأنهم يتفوقون على جيش ولاية،ودعى محمود الغزنوي بشخصة لمحاربتهم .
وعلى الرغم من مرض محمود الغزنوي إلا أنه تحرك إلى طوس في 1028، واتحد مع جيش جازب، وأوقع الهزيمة بالأغوز. وقد قُتل قسم كبير من الأغوز في تلك المعركة، أما القسم الباقي فقد عاش جزء منهم في الجبال وهرب جزء أخر منهم إلىكرمان، وقد تمت ملاحقة الأغوز في الداخل والخارج حتى موت السلطان محمود ليتم تنظيف البلادة منهم .
حروب السلطان محمود مع الزياريون :-
كانت توجد بين الغزنويين والزياريين الذي حكموا طبرستان علاقة جيدة. وفي عام 1012 تمرد الجيش وعزل قابوس بنوشكمير وحل مكانه. وقد خرج دارا أخو الحاكم منوتشهر بن قابوس الملقب بفلك المعالي ضده، وقد دعمه محمودالغزمنوي وأعطاه الإذن باللجوء في بلده .
وعندما وصل قابوس خبر خروج أخيه دارا للذهاب إلى الغزنوي، قام على الفور بإعلان أنه تابع للغزنوي ووعده بدفع 50 ألف دينار كل سنة كجزية ليتمكن من البقاء في الحكم. وكان من آن لأخر يرسل الجنود إلى جيش محمود .
وقد ظن قابوس أن منطقته في خطر شديد بعدما سيطر الغزنوي على الري، وقام بقطع طريق ذهاب الغزنوي ليحميأراضيه .
هذا التصرف الذي ظن قابوس أنه بإمكانة أن يُعيٍق حركة الغزنوي، دفع في مقابله جزية قدرها 500.000 دينار في عام1029 .
وبعدما مات قابوس جاء خلفه إبنه أنشوروان، وليعترف الغزنويون به دفع 500,000 دينار .
حروب السلطان محمود مع البهويين :-
كانت العلاقات بين السلطان محمود والبويهيون علاقات ودية حتى عام 1012، عندما بدأت النزاعات على العرش، ولميفوت الغزنوي مثل تلك الفرصة من يده .
وقد طلب أبو الفوارس من محمود الغزنوي أن يساعده ليسيطر على عرش البويهيين، وقد وفر جواب محمود لهذا الطلبأن أعاده حاكم من جديد على كرمان .
وبعد فترة فسدت العلاقات بين أبو الفوارس الذي يسيطر على شيراز وقائد القوات الغزنوية أبو سعيد .
وعليه فقد سحب الغزنوي دعمه لإبو الفوراس .
وقد هُزم أبو الفوارس وهرب من الجيش الغزنوي في كرمان .
وعلى الجانب الأخر، فقد طلب حاكم الري الذي حصل على حكم البويهيين المساعدة من الغزنوي في عام 1028، لإنه لميكن مطمئنا للجيش، وقد قبل الغزنوي طلبه وأعاده إلى حكم الري مرة أخرى في عام 1029 .
غزو الري :-
كانت الري من ضمن الدولة البويهية التي كان يحكمها مجد الدولة بن فخر الدولة بن بويه، وقد كان حاكماً فاسداً ولميستطع إدارة الدولة جيداً ولذلك فقد كانت أمه تتولّى هذا الأمر، وعندما ماتت أمه وبدأت تتدهور الأوضاع في الدولة،حينها أخذ يراسل محمود ويخبره عن تدهور الأوضاع في الدولة ويستنجد فيه (وقد كان ذلك في سنة 420 هـ)، فأرسلمحمود جيوشه إلى الرَّي، وحين وصل مجد الدولة إليهم قبضوا عليه وأخذوه أسيراً إلى غزنة (بأوامرٍ من محمود)،وعندما قُبض على مجد الدولة سار محمود إلى الري ووصلها في ربيع الآخر من سنة 420 هـ، وقد أخذ من أملاك مجدالدولة مليون درهمٍ ومن الجواهر ما يساوي نصف مليون درهم .
حين وصل محمود جاء إلى مجد الدولة وقال له: أما قرأت شاهنامه (تاريخ الفرس)، وتاريخ الطبري؟ فقال: بلى. فقال لهمحمود: ما حالك حال من قرأها، أما لعبت الشطرنج؟ فقال: بلى. فقال محمود: فهل رأيتَ شاهاً يدخل على شاه؟ فقال: لا. فقال محمود: فما حملك على أن سلمت نفسك إلى من هو أقوى منك؟ بعد ذلك صلب حمود الكثير من الباطنية الذين كانوامثل مجد الدولة وأحرق كتب الفلسفة والتنجيم، ثم سار إلى «منوجهر بن قابوس» والذي كان قد أفلت منه سابقاً،واستمرّ يلاحقه من مكانٍ إلى مكانٍ حتى مات، وحين وليَ ابنه أنوشروان، وقد أخذ منه محمود جزيةً نصف مليون ديناروأصبح يخطب لمحمود في معظم بلاد الجبل التي تمتد حتى أرمينيا، ووضع ابنه مسعود حاكماً للرَّيّ بينما توجه هوإلى أصبهان (التي يحكمها علاء الدولة) وفتحها ووضع لها حاكماً، ثم ثار أهلها وقتلوا حاكمها فعاد إليها وقتل من أهلهاخمسة آلاف شخصٍ ووضع عليها حاكماً جديداً ثم عاد إلى الرَّي وأقام بها .
حروب السلطان محمود مع الأفغان :-
كان الأفغان يعيشون في المنطقة الجبلية التي بين غزنة ونهر السند، وقد كانوا يقومون بالغارت من آن لأخر، ويضربونالقوافل التي تمر بين خراسان والهند. وفي عام 1019 توجه الغزنوي باتجاه شرق مدينة كابل إلى الأفغان الذين يعبدونالأصنام هناك، وقد ضمهم إلى حظيرة دولته، وتحولوا إلى الإسلام .
علاقات السلطان محمود مع العباسيين :-
اعترف الخليفة العباسي أبو العباس أحمد القادر بالله بالسلطان محمود غازي كخليفة، بينما لم يعترف به السامانيين.
وقد أرسل الخليفة العباسي العديد من الهدايا إلى السلطان محمود نظرًا لجهوده في نشر الإسلام والغزوات التي قام بهافي أراضي الهنود الذي يعبدون الأصنام. وقد منحه العديد من الألقاب المختلفة .
كانت العلاقات التي بين السلطان محمود والكراخانيين قد فسدت عندما أراد السلطان الغزنوي السيطرة على سمرقندالتابعة للغزنويين، إلا أن العلاقات قد فسدت مرة أخرى في 1023-1024، عندما اشتبه السلطان محمود في إتباعهمللدولة الفاطمية. وعلى الرغم من كل تلك الأحداث فقد أنشأ السلطان الغزنوي دولة سُنِية في مواجهة الشيعة والدولةالبويهية. وقد قام بصَّك النقود باسمه. وقد أرسل الهدايا إلى بغداد بعد الحروب التي كان ينتصر فيها .
وفاته :-
أمضى السلطان محمود أغلب حياته في الجهاد والغزو، وبالأخص غزواته إلى الهند التي أنهكته جدًا. وكانت سببًا فيمرضه. وعلى الرغم من مرضه لم يكن يستمع أبدًا إلى الأطباء. وقد عين نائبا له للقيام بالأعمال الضرورية، ويعتقد معظمالمؤرخون أن السلطان محمود أُصيب بالسل .
وقد عين السلطان محمود نائبا له في مدينة بلخ في 1029-1030 .
وعاد إلى غزنة بسبب هواء تلك المدينة فقط. ولم يستطع أن يسترد عافيته في غزنة وتوفي في 30 إبريل 1030 .
في التاسعة والخمسين من عمره .
وقد عاشت الدولة الغزنوية ألمع فتراتها في عهد السلطان محمود الغزنوي، ثم بدأت بالضعف ودخلت مرحلة السقوط بعدمعركة داندقان .
شكله وصفاته :-
اشتهر محمودٌ بين الناس بأنه عاقلٌ وديِّنٌ وخيرٌ وعنده الكثير من العلم والمعرفة وكان يهتم بالعلماء ويستضيفهم، وكانعادلاً ويُحسن إلى رعيّته ويغزو ويُجاهد كثيراً، أما شكله فقد كان حسن الوجه ذو عينين صغيرتين وشعرٍ أحمر.
الدولة السامانية.
كانت الدولة السامانية (وتُعرف أيضًا باسم إمبراطورية سامانيان، أو السلالة السامانية، أو الإمارة السامانية، أوببساطة السامانيون) دولة إيرانية إسلامية سنية امتدت منذ عام 819 وحتى 999.
تمركزت الدولة في خراسان الكبرى وبلاد ما وراء النهر، وشملت الدولة في أقصى اتساع لها ما يُعرف اليوم باسمأفغانستان، وأجزاء واسعة من إيران، وطاجكستان، وتركمنستان، وأوزبكستان، وقيرغيزستان، وأجزاء من كازاخستان،وباكستان، واتخدوا سمرقند ثم بخارى عاصمة لهم.
الدولة السامانية
سامانیان من عام 819م حتى 999م بخارى وعاصمتها سمرقند, ومن تاريخ (892–999)
نظام الحكم إمارة العملة درهم
اللغة الرسمية ( الفارسية ) الديانة الإسلام (السنة)
التأسيس الأمير أحمد بن أسد 819– 864
الزوال في عبد الملك الثاني 999 الفترة التاريخية العصور الوسطى
2٬850٬000 كم² (1٬100٬391 ميل²) مساحتها في السنة 928
أسس الأشقاء الأربعة: نوح، وأحمد، ويحيى، وإلياس الدولة السامانية- وحكم كل منهم أرضه الخاصة تحت السيطرةالعباسية.
عام 892، وحد إسماعيل الساماني (892- 907) الدولة السامانية تحت راية حاكم واحد، بالتالي، وضع نهاية فعالةللنظام الإقطاعي الذي يتبعه السامانيون.
أصبحت الدولة السامانية مستقلة عن السلطة العباسية في عهده أيضًا.
ينحدر مؤسس السلالة السامانية من أسرة (فارسية).
أصبح أحفاده الأربعة بعد 819 م ولاة من قبل الطاهريين على كل الأراضي التابعة لتورانيين أسلاف توركمان من سمرقند،فرغانة، شاش وهراة.
تلى نصر الأول بن أحمد (874-892 م) أباه في الولاية على سمرقند سنة 864 م.
بعد سقوط دولة الطاهريين سنة 874 م أصبح واليا على ما وراء النهر من قبل العباسيين ثم استقل بالأمر.
قام أخوه إسماعيل (892-907 م) بالقضاء على دولة الصفاريين (حتى سنة 903 م) ثم ضم إليه أفغانستان وأجزاءكبيرة من فارس مع خراسان.
بلغت الدولة أقصى اتساعها أثناء عهد نصر الثاني (914-943 م): من بغداد، كرمان ومازندان (على الخليج العربي)حتى تركستان وحدود الهند.
بعد 945 م أزاح البويهيون السامانيين عن ماوراء النهر وخراسان.
في عهد منصور الأول (961-976 م) ثم نوح الثاني (976-997 م) عرفت الحياة الفكرية عصر ذهبيا، وأصبحتالعاصمة بخارى مركزا للثقافة التركية الأوزبكية وآدابها.
بعد حروب طويلة مع القبائل الفارسية الطاجيكية الضاربة على حدود الدولة الشرقية أنهكت الدولة.
استولى الغزنويون سنة 994 م على خراسان ثم ضم القراخانات مناطق ما وراء النهر سنة 999م.
قُتل آخر الأمراء السامانيين سنة 1005م أثناء محاولته الفرار.
تُعتبر الدولة السامانية جزءًا من فترة النهضة الفارسية، التي شهدت إنشاء الحضارة والهوية الفارسية التي نقلتالخطاب والتقاليد الإيرانية إلى مشهد العالم الإسلامي.
قاد ذلك لاحقًا إلى تشكيل الثقافة التركية الفارسية.
شجع السامانيون الفنون، ما أدى إلى تطور العلوم والأدب، بالتالي، أدى ذلك إلى جذب العلماء، مثل الرودكي، وأبوالقاسم الفردوسي، وابن سينا.
في فترة السيطرة السامانية، كانت بخارى ندًا لبغداد في أوج تألقها.
يلاحظ العلماء أن السامانيين أحيوا اللغة والثقافة الفارسية أكثر من الدولتين البويهية والصفارية، مع استمرار اللغةالعربية في رعاية العلوم والدراسات الدينية أيضًا. اعتبروا أنفسهم أسلاف الإمبراطورية الساسانية.
في أحد المراسيم المشهورة، أعلنت السلطات السامانية «أن اللغة الفارسية هي السائدة في المنطقة، وأن الملوك الفرس همملوك هذه المملكة».
تاريخ آل سامان أو السامانيون من عائلة عرفت بالرياسة قبل الإسلام وبعده، فقد كان جَدُهم بهرام بن خشنش السامانيعاملا على آذربيجان قبل حلول الإسلام بين ظهرانيهم.
ولما ولي المأمون العباسي خراسان لأبيه هارون الرشيد قربهم إليه ورفع منهم واستعملهم أمراءَ على مناطق ِنفوذ ِهم.
ولما عاد المأمون كخليفة إلى بغداد في سنة 204 للهجرة استخلف أبناء أسد الساماني على أهم المدن في خراسان. فجعلنوح بن أسد على سمرقند وأحمد بن أسد على فرغانة ويحيى بن أسد على الشاش واشروسنه والياس بن أسد على هراة،فلما ولي طاهر بن الحسين خراسان أبقاهم على أعمالهم هذه، ثم توفي نوح بن أسد.
فوُلّيَ أخوه أحمد بن أسد بعده ثم استخلفه ابنـَه إسماعيل على أعماله بسمرقند.. في سنة 261 للهجرة.
في ربيع الأول من سنة 287 للهجرة، تمكن عمرو ابن الليث الصفار حاكمُ نيسابور (أخو يعقوب الصفار) من قتل عدوالخلافة العباسية الأول في ذلك الوقت رافع بن هرثمة بعد معركة عنيفة ويبعثُ برأسه للخليفة العباسي المعتضد.
ويطلبُ من الخليفة توليته بلاد َما وراء النهر الغنية، ومرادَ كل طامع ثمنا لذلك.
وكما هو ديدنُ كل من يقفُ على رأس السلطة السياسية في بغداد الخليفة أو وزراؤه، متغلبٌ واحدٌ قوي موال في كل مصرمن أمصار الدولة، هو المطلبُ الثابت للخلافة. ولذا أرسل الخليفة العباسي لواء الخلافة وخلعا وهدايا سنيه إلى نيسابورورِضا الخلافة عن سعي عمرو بن الليث الصفار لبسط نفوذه على بلاد ما وراء النهر.
كان عمرو بن الليث الصفار يستصغرُ أمر، إسماعيل بن أحمد الساماني على بلاد ما وراء النهر، فبعث إليه من نيسابورجيشا متواضعا في العدة والعدد، وجعل على ذلك الجيش خليفتـَه وحاجبه واخصَ أصحابه وأكبرَهم عنده الأمير محمدابن بشير.
تقدم محمد بن بشير بجيشه إلى مدينة آمل، المدينة التي بإزاء بلاد ما وراء النهر، ولكن الأخبارَ كانت قد وصلت سريعاإلى إسماعيل بن أحمد الساماني، فعبر إليهم بجيشه نهرَ جيحون فأدركهم فور وصولهم، وهم على قدر كبير من التعب،فأوقع بهم هزيمة فادحة قتل في المعركة ستة آلاف مقاتل بينهم أميرُ الجيش نفسُه محمد بن بشير.
وانهزم الباقون إلى نيسابور وهم بأسوأ حال.
فكان وقعُ الهزيمة الغيرُ متوقعة في نفس عمرو بن الليث الصفار كالصاعقة.
فجهّزَ فور عودة طلائع جيشِه، جيشا كثيفا، وجمع الكثيرَ من المتطوعة وأطلقَ المالَ لهذا الجيش وأحسن عدتـَه، ورغم أنجميعَ أصحابه وكبار قادتِه أشاروا عليه بإنفاذ الجيوش تحت إمرة قادته الكبار والذين خبروا القتالَ طويلا وأن لا يخاطرَهو بنفسِه.
عزم عمرو على أن يقودَ كتائبَ هذا الجيش بنفسِه ليستردَ مهابتهُ التي بددتها هزيمته، بعث إسماعيل بن أحمد السامانيكتابا إلى عمرو بن الليث الصفار جاء فيه: «إنك قد وليت دنيا عريضة فاقنع بما في يدك واتركني مقيما بهذا الثغر الذيفي يدي.
فأبى عمرو بن الليث الصفار إلا القتال.»
تقدّم عمرو بن الليث الصفار أميرُ بلاد ما وراء النهر على رأس جيشِه بعد أن أتم كاملَ استعداداتِه للمواجهة الحاسمة،ولأن الحربَ خدعة، واصل الأميرُ إسماعيل الساماني كُتبَه إلى عمرو الصفار التي يطلب فيه المصالحة، ويتعطفه بلينالخطاب لإيهامه بأنه على غير استعداد للمواجهة.
ولكن الحقيقة كانت غيرَ ذلك.
بلغ جيشُ الصفار نهرَ بلخ في موسم الفيضان، فاستعصى عليه العبورُ لشدة ِجريان مياه النهر، فأشار عليه قوادُهبالرجوع، ولكنه أبى إلا المواجهة، وقال: "لو شئتُ أن أسكـّرَ هذا النهرَ ببيدر من الأموال وأعبرَه لفعلت".
انتفعَ إسماعيل بن أحمد الساماني من التحرك المكشوف لخصمه عمرو بن الليث الصفار فعبر إلى الضفة الغربية لنهرجيحون بسرعة خاطفة، وأحاط بجيش خصمِه من كل ناحية لكثرة جموعِه، والصفار لم يزل يعالجُ معدات العبور إلىالضفة الشرقية. انتبه عمرو إلى الحقيقة المرعبة وبشكل مفاجئ أنه محاصرٌ تماما، فأسقط ما في يده، وبعث بكتاب إلىإسماعيل يخبره فيه بأنه وافق على الصلح الذي أراد، وطلب المحاجزة، ولكن إسماعيل هو الذي يأبى هذه المرة ولن يقبلَ إلابالمناجزة، فندم حينئذ عمرو بن الليث الصفار على ما فعل.
اشتبك الجيشان في معركة حامية كثـُرَ القتلُ فيها بين الفريقين، وبالرغم من وجود عمرو بن الليث الصفار مقاتلا بينجنوده إلا أن المباغتة حطت من معنوياتهم.
لم يدم القتال بين الجيشين حتى تفكك جيشُ عمرو بن الليث الصفار، وتفرّق في كل ناحية طلبا للنجاة. فأمر من تبقّىمعه من الجنود، أن يسيروا في الطريق الواضح وأن يغذوا السيرَ حتى ينصرفَ الذين يتبعونه خلف جملة ِجيشه، وسلكهو طريقا آخرا ظنَّ أنه منجيه. فوحلت به دابتـُه ودوابُ من معه.
فمضى أصاحبُه في سبيلهم وتركوه وحده، ولم يكن له في نفسه حيلة، فأدركه جنود إسماعيل وأخذوه أسيرا. وصل خبُرأسر عامل الخلافة وثقتِها الأمير عمرو بن الليث الصفار إلى الخليفة المعتضد العباسي في بغداد.
وبما أن الحقَ عند الخليفة هو دوما مع القوي المنتصر، عرف الخليفة المعتضد بما فعل إسماعيلَ بن أحمد السامانيبعمرو بن الليث الصفار في بغداد، وبذا برز إسماعيل بن أحمد الساماني في ذلك الزمان واشتهر بين رجالات السياسة فيالبيت العباسي وقادة جيوشهم، الأمرُ الذي مهّد فيما بعد لفرض ملك آل سامان كأمر واقع معترف به.
أرسل الخليفة المعتضد إلى الأمير إسماعيل الساماني الخلعَ والهدايا وأقره واليا على ما كان في يده وما انتزعه منالصفارين في المعارك الأخيرة. وفي واحد من المواقف القليلة بين الخصوم في مثل تلك الظروف، خُيّرَ إسماعيل بن أحمدالساماني أسيرَه الأميرَ عمرو بن الليث الصفار بين المقام عنده أو إنفاذه إلى الخليفة المعتضد، وحتى يُكملَ عمرو بنالليث الصفار مسلسلَ قراراتِه الخاطئة اختار الترحيلَ إلى بغداد.
فبعث به إسماعيلُ إلى هناك فلما وصل موكبُه.
خرج رجالُ الخليفة على مبعدةٍ من العاصمة لاستقباله، فأدخلوه إلى بغداد مشتهرا على جمل وطيف به في المدينة إذلالاله، ومن ثم أودعَ السجنَ وبقي به محبوسا حتى اُخرج وقُتل في عام 289 للهجرة بعد عام واحد من أسره.
محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والذي لم يستغلُ الفراغ َالذي حصل في خراسان بعد سماعه بأسر عمرو بن الليثالصفار واضطراب حكم الصفارين فخرج من طبرستان نحو خراسان ظنّاً منه أن إسماعيل الساماني اكتفى بكسر جيشالصفار وأسره وأنه لا يتجاوزُ عمله ولا يقصدُ خراسان وأنه لا دافعَ له عنها.
أرسل إليه إسماعيل الساماني يقول له "إلزم عملك ولا تتجاوزُه ولا تقصدُ خراسان، وأقرّه على جرجان التي في يديه عاملاله عليها، فأبى ذلك محمد زيد. فندب إليه القائد محمد بن هارون.
فجمع جمعا كثيرا وراجل وسار نحو محمد بن زيد فالتقوا على باب جرجان واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم أصحابُ محمدبن زيد وقتل منهم بشرٌ كثير وأصابت بنَ زيد ضرباتٌ وأُسر ابنه زيد بن محمد بن زيد ونهبَ بنُ هرون عسكرَه وما فيه، ثممات محمد بن زيد بعد أيام من جراحاته التي أصابته وحُملَ ابنه زيد بن محمد إلى الأمير إسماعيل بن محمد السامانيفأطلق سراحَه.
في سنة مئتين وتسعين للهجرة أميرُ الجيوش السامانية محمد بن هارون الذي كان قد حارب محمد بن زيد العلوي وتولّىطبرستان لإسماعيل بن أحمد الساماني، يخلع طاعة الأمير الساماني ويسيرُ إلى الري ويقتلُ واليها (الدتمش التركي)ويستولي عليها. إسماعيل بن أحمد الساماني يبعث بجيشه على جناح السرعة فيهزم محمد بن هارون ويُلجئُه إلىالديلم مستجيرا بهم، ويدخلَُ إسماعيل الري ويُقطعُها لبارس الكبير على أن يُحضر له الأمير المشاقق محمد بن هارونقسرا أو صلحا، فكاتبه بارس وضمن له إصلاح حاله مع الأمير إسماعيل فقبل محمد قوله دون أن يظن أنها خديعة، فما أنوصل حتى قُيّد وحُمل إلى بُخارى وقُتل فيها.
في منتصف صفر سنة مئتين وخمس وتسعين 295 للهجرة، توفي إسماعيل بن أحمد الساماني أميرُ خراسان وبلاد ماوراء النهر بعاصمة الدولة السامانية بخارى، وولي َ بعده ابنهُ أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني.
خرج الأمير الجديد إلى سمرقند في أول ِفعل قام به، وقبض على أقوى منافسيه على زعامة البيت الساماني عمُه إسحاقبن أحمد لئلا يخرج عليه ويشغله.
ومن سمرقند توجّه إلى جرجان إذ امتنع عاملها بارس الكبير من حمل الأموال إلى بخارى بعد سماعه بموت إسماعيل،فهرب بارس إلى بغداد خوفا ً منه في أربعة آلاف فارس بعد أن كتب إلى المكتفي العباسي يستأذنه في المسير إليه.
وأتت كتبُ المكتفي يعهد بالولاية إلى المتغلب الجديد أحمد بن إسماعيل الساماني. توفي المكتفي بالله العباسي ابنالمعتضد بن الموفق بن المتوكل، وتولّى أمَر الخلافة من بعده أخوه جعفر بن المعتضد ولقب بالقاهر. وفي 296هـ الوزيرالعباس بن الحسن يجمع القوادَ والقضاة في عاصمة الخلافة بغداد ويخلع المقتدر ويبايع ابن المعتز وسُمي المرتضيبالله، ها هنا وقفاتٌ قلّما تتكرر في التأريخ فبعد بضعة أيام يُخلعُ المرتضي ويعود المقتدر العباسي خليفة من جديد.
يطلب المقتدر من نصر بن أحمد الساماني أن يضم إليه سجستان وما تبقّى من الأعمال التي لم تزل في يد الصفارين.
في رجب سنة مئتين وثمان وتسعين للهجرة استولى أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني على تاجيك نشين وبهاالمعدل بن علي بن الليث الصفار فأخذه وأخذ أخاهُ محمد بن علي بن الليث أسيرين بعد أن كسروا جيشه، واستولوا علىعسكره، واستعمل عليها سيمجور الدواتي. وكتب أحمد إلى المقتدر بالقبض عليهما، فطلب منه المقتدرُ أن يحملهما إلىبغداد.
وبعد أن أتم أحمد بن إسماعيل الساماني سلطانه ودعم ملكَه أطلق عمَه إسحاق بن أحمد من محبسه بعد أن زال خطرُه،وولّاه سمرقند وفرغانه. ورد كتابُ عامل طبرستان أبو العباس صعلوك يُخبر أحمد بن إسماعيل الساماني بظهور الحسنبن علي والملقب بالأطروش واستيلائه على طبرستان وانه أخرجه عنها بعد أن كسر جيش السامانيين فيها، وأنه خارجبجموع غفيرة من الديلم، فغَم الأميرَ ذلك ونفر بجيشه إلى هناك.
وكان له أسدٌ يربطه كلَ ليلة على باب مبيته فلا يجسرُ أحدٌ أن يقربَه، فلما كان في بعض الطريق أغفل الخدمُ إحضار الأسدتلك الليلة فدخل إليه جماعة من غلمانِه فذبحوه على سريره وهربوا، وكان قتله ليلة الخميس في الثالث والعشرين منجماد الآخرى سنة إحدى وثلاثمئة 23-6-81 ، فحُمل إلى بخارى ودفن بها ولُقب حينئذٍ بالكذاب.
تولّى الأمرَ بعد الأمير أحمد بن إسماعيل الساماني ولدهُ أبو الحسن نصر ابن أحمد وعُمره ثمانِ سنين ولقب بالسعيدوبايعه أصحابُ أبيه بعد الدفن مباشرة.
ولما حمله خدمُ أبيه ليظهرَ للناس خافهم وظن أنهم يريدون قتله كما فعلو بأبيه، فقالوا: لا ـ إنما نريدُ أن تكون َموضعَ أبيكأميرا علينا، فسكن روعُه، استصغر الناسُ نصرا واستضعفوه لحداثة سِنه وظنوا أن أمرَه لا ينتظم مع قوة عم أبيه الأميرإسحاق بن أحمد صاحب سمرقند، وهو شيخ السامانيه في ذلك الحين. وعلى غير العادة في مثل أحوالٍ كهذه، تولّىتدبيرَ دولة الأمير الصغير أبو عبد الله محمد ابن أحمد الجيهاني صاحبُ أبيه، فأمضى الأمورَ وضبط َ المملكة. واتفق هووحشمُ نصر ابن أحمد على تدبير الأمر ِ فأحكموه. خرج شيخ ُالسامانيه إسحاق ابن أحمد ابن أسد الساماني بسمرقندوعصى بها وقام ابنه إلياس بأمر الجيش وقوي أمرُهما فسارا نحو بخارى عاصمة السامانيين.
فسيّر نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني إليه القائدَ حمويه ابن علي في عسكر كثيف وكان ذلك في شهر رمضانفاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم إسحاق إلى سمرقند، ثم جمع وعاد مرة ثانية فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم إسحاق أيضا وتبعهحمويه إلى سمرقند فملكها قهرا، واختفى إسحاق وطلبه حمويه ووضع عليه العيونَ والرصد، فضاق بإسحاق الحالفأظهر نفسَه واستأمن إلى حمويه فأمّنهُ وحملَه إلى بخارى، فأقام بها إلى إن مات، وأما ابنه الياس فإنه سار إلى فرغانةواستترَ بها.
بعد أن فرغ الأمير الساماني من أمرَ عمه إسحاق أرسل الجيوش تحت قيادة مقدم السامانية بن صعلوك لمعالجة الناصرالحسن بن علي الإطروش. فالتقى العسكران بمدينة سالوس على ساحل بحر قزوين.
وبعد معارك ضارية انهزم مقدم السامانية بن صعلوك بعد أن ترك في ساحة المعركة أربعة آلاف قتيل من جماعته. حاصرالحسن بن علي الإطروش بقية َجيش السامانيين ثم أمنهم على أنفسِهم فخرجوا إليه فغنم كل ما كان في عسكرهم وأخلىسبيلهم.
وكان الحسن بن الأطروش هذا أحد جنود محمد بن زيد، وكان زيدي المذهب، شاعرا مفلقا، ظريفا، حسنَ النادرة، ولهمناقضاتٌ في الشعر مع الشاعر العربي ابن المعتز في سنة ثلاثمئة وسبع للهجرة أحمد بن سهل كبيرُ القواد السامانيينومخضرمُهم، والمقدمُ على الجيوش في الحروب التي خدم بها آل سامان.
يخالف بنيسابور ويستولي عليها ويُسقطُ خطبة السعيد بن أحمد الساماني ويُنفذ رسولا إلى بغداد يخطبُ لنفسِهأعمالَ خراسان من الخلافة العباسية.
ويتوجه من نيسابور إلى جرجان وبها القائد العسكري قراتكين فيهزمُه ويستولي عليها ثم يقصد مرو ويضمها إليهأيضا.
فأرسل إليه السعيد نصر الساماني الجيوشَ من بخارى مع حمويه بن علي وحاصر مرو، فخرج أحمد بن سهل عن مرونحو حمويه فالتقوا في مدينة مرو الروذ، فانهزم أصحابُ أحمد وحارب هو حتى نال منه الإعياء فنزل عن دابته وطلبالأمان، فأخذوه أسيرا وأنفذوه إلى بخارى، فمات بالحبس فيها.
في سنة ثلاثمئة وتسع للهجرة تأتي الأخبارُ إلى عاصمة السامانيين بخارى بهزيمة القائد قراتكين والي نيسابور أمامليلى بن النعمان الديلمي قائد ِجيوش بن الإطروش وأسر القائد الثاني بارس مع ألفٍ من الفرسان السامانية وسقوطنيسابور بيد الإطروش. أنفذ السعيد نصر الساماني من بخارى إلى نيسابور القائدَ العسكري حمويه ابنَ علي ومحمد بنعبد الله البلغمي وأبو جعفر صعلوك وخوارزم شاه وسيمجور الدواتي على رأس جيش جرار، التقى العسكران بمدينةطوس فاقتتلوا أشدَ القتال فانهزم أصحابُ ليلى بن النعمان بعد أن مالت الكفة عليهم في الميدان. ومضى ليلى منهزمافقبضَ عليه وأُنفذَ إلى حمويه، فقُطعَ رأسَه ونصبه على رمحٍ في وسط العسكر ومضى به إلى الأمير الساماني.
وردت الأخبارُ عن خروج الياس بن إسحاق بن أحمد الساماني بفرغانة والذي كان قد ظهر سابقا قبل عدة سنين مع أبيهإسحاق بن أحمد شيخ السامانية وبعد هزيمتهم هرب واختبأ في فرغانة.
استعان عند خروجه بمحمد بن الحسين بن مت، وجمع من الترك فاجتمع معه ثلاثون ألف عنان، وأنه سيقصد سمرقندلأخذها. فسير إليه الأميرُ نصر الساماني أبا عمر محمد بن أسد في ألفين وخمسمئة رجل فقط من خاصة أتباعه وأمرهمأن يتحركوا بسرية تامة وأن يكمنوا له خارج سمرقند يوم ورود الياس إليها. فلما وردها الياس لم يكن يعلم بالكمينواشتغل هو ومن معه بالنزول فلما أمسوا على غير تعبئه خرج الكمينُ عليهم من بين الشجر ووضعوا السيوفَ فيهمفانهزم إلياس وأصحابُه وقتل من جماعته خلقٌ كثير من بينهم قائدُ جيوشِه محمد بن الحسين بن مت فقطعَ رأسَه وأُنفذإلى بخارى، في سنة ثلاثمئةٍ وثمانِ عشرة للهجرة خرج السعيد نصر بن أحمد الساماني من عاصمته بخارى قاصدانيسابور. متولي الإطعام في سجن بخارى أبو بكر الخباز يُخرج أخوة السعيد بن أحمد الساماني ثلاثتهم يحيىومنصور وإبراهيم من السجن.
ومن فورهم نهبوا دورَ الإمارة والخزائنَ وقصرَ أخيهم الأمير الساماني، وأطلقوا سراحَ السجناء.
وجعلوا الخبازَ قائدا على جيوشِهم بعد أن اجتمعَ لهم خلقٌ كثير ممن وافقهم من جنود السامية والسجناء والمطوعة.
وانتظم لهم الأمرُ في بخارى عاصمة ِالسامانيين وقويت شوكتـُهم. والأمير السعيد لم يزل في نيسابور.
وأيضا كان أبو بكر محمد بن المظفر قائدُ جيوش السامانيين بجرجان.
وصلت أنباءُ العاصمة بخارى المفاجأة إلى الأمير السعيد نصر بن أحمد الساماني في نيسابور فقفلَ راجعا إليها. بعد أنبعث إلى قائد جيوشِه أبي بكر محمد بن المظفر ليوافيه إلى بخارى.
وصل نصرُ بن أحمد الساماني سريعا إلى النهر ليعبرَ إلى بخارى فوافته قواتُ الخباز التي أُوكل إليها مهاجمة عسكرالأمير حينما يعود إلى عاصمتِه، فاقتتلوا ساعة ولم تلبث جنودُ الخباز أن انهزمت وتركته وحيدا ليأسرَه الأميرُ ويأخذهإلى عاصمتِه بخارى، وهناك أُلقيَ الخباز ُفي ذات ِالتنور الذي كان يخبزُ فيه للسجناء، بعد أن أضرموا النارَ في جوفِه.
خرج الأمير السعيد الساماني بعد أن أعادَ سلطانه في بخارى. في إثر أخوته الذين هربوا صوبَ هرات وكان قد سبقهإليها قائدُ جيوشِه محمد بن المظفر فاجتمعوا هناك، فاستأمن أخواه منصور وإبراهيم إليه. وأما أخوه الثالث يحيى فقدهرب إلى نيسابور. فكان الأمير السعيد في إثره لا يُمكنه من الاستقرار، فحصره بها وبذل له الأمان فجاء إليه، فأكرمهوأحسن إليه، فيما تمكن أخوه إبراهيم من الإفلات من قبضته والمضي إلى بغداد في رجب سنة ثلاثمئة وإحدى وثلاثينللهجرة توفي السعيد نصر بن أحمد الساماني صاحبُ خراسان وما وراء النهر بعد معاناته ثلاثة عشر شهرا من مرضالسل، ولم يكن بقي من مشايخ دولتهم أحدٌ. فقد سعى بعضُهم ببعض طلبا للرياسة والسلطان فهلك بعضُهم وماتالبعضُ الآخر، وكانت ولاية ُالسعيد ثلاثين سنه.
وولي مكانه ابنه نوح بن نصر بن أحمد الساماني وبايعه الناسُ ولقبَ بالأمير الحميد، وفوض أمرَه إلى أبي الفضلمحمد بن أحمد الحاكم.
في سنة ثلاثمئة وأربع وثلاثين للهجرة الأمير الحميد نوح بن نصر الساماني يعزل والي خراسان أبا علي بن محتاجويولي مكانه إبراهيم بن سيمجور.
أبو علي بن محتاج عاملُ خراسان المعزول يكاتب إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني والذي استقر في بغداد بعدفراره قبل سنين عده، ويستقدمه إليه ويبايعُه ويملكه البلادَ التي بين يديه.
قدم إبراهيم الساماني وهو عمُ الأمير الحميد الساماني بنحو تسعين فارسا واجتمع له الكثيرُ من الجيوش فملك نيسابوروتقدم صوب مرو فخرجت له الجيوشُ مؤيده.
فملكها في جمادى الأولى سنة مئتين وخمس وثلاثين للهجرة. ثم تقدم إلى عاصمتهم بخارى وهو بجمع كثيف منالعساكر. وصلت أخبار إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني إلى الأمير نوح وأنه توجه إليه في بخارى بعد أن ملكأغلب أراضي خراسان فترك العاصمة وتوجه إلى سمرقند بعد أن أيقن أن لا طاقة له لصد الجيوش الكثيفة التي زحفتصوبه، فدخلها إبراهيم في جمادى الآخرة سنة ثلاثمئة وخمسٍ وثلاثين وبايعه الناس، ولكنه ما لبث أن دعا إلى ابن أخيهمحمد بن نصر أخ الأمير نوح الساماني وبايعه وجعل من نفسه قائدا لجيوشه بعد أن رأى ميلَ الناس إلى ولد أخيه.
جمع الأمير نوح بن نصر الساماني القوادَ والأجناد في نيسابور وبذل لهم أمولا كثيرة، وتقدّم صوب العاصمة بخارى،بجمع كثيف من العساكر وحاصر العاصمة وضيّق عليهم طويلا فما كان من عمه إبراهيم وأخيه محمد إلا أن خرجا منالبلد طالبين الأمان فقبض عليهم الأمير نوح وسمل أعينهما ودخل العاصمة في رمضان سنة مئتين وخمس وثلاثينللهجرة، وأنفذ جيوشه إلى بقية الأعمال بقيادة منصور بن قراتكين وولّاه خراسان وأعاد الأمر كله إليه.
في سنة ثلاثمئة وستٍ وثلاثين للهجرة، الدولة البويهية اليافعة بقيادة ركن الدولة البويهي تتقدم صوب طبرستانوتنتزعُها من الدولة السامانية بعد أن هزمت القائدَ وشمكير عامل الأمير نوح بن نصر الساماني عليها وتسير منها إلىجرجان فتملكُها. فسّير الأميرُ نصر قائدَ جيوشه منصور بن قراتكين من خراسان إلى جرجان وبصحبته وشمكير القائدالمنهزم من المعركة، وبعد معاركَ حامية انتصرت جيوشُ نوح بن نصر الساماني على جيوش البويهيين، وفرقوا العساكرَفي البلاد واستقر الأمرُ لهم من جديد. وفي سنة ثلاثمئة وثلاث وأربعين للهجرة مات الأمير نوح بن نصر الساماني والذيكان يلقب بالأمير الحميد وولي بعده ابنه عبد الملك فاستعمل بكر بن مالك قائدا على جيوشِه وأنفذه في أول محرم إلىالري لمقاتلة ركن الدولة البويهي فدخلوا أصفهان واستولوا على خزائن الدولة البويهية ونُهبت دور العامة في أصفهان،فاتصل ركنُ الدولة البويهي بالأمير عبد الملك الساماني واصطلحا، على أن يحملَ ركنُ الدولة وعضدُ الدولة البويهيين إليهكلَ سنة مئة وخمسين ألف دينار، وعادت جيوشُ السامانيين إلى خراسان، في سنة ثلاثمئة وست وستين للهجرة، ماتعاملُ السامانيين على غزنة أبو إسحاق البُتكين ولم يَخلفْ من أهله وأقاربه من يصلحُ للتقدم لقيادتهم، فاجتمع عسكرُهواتفقوا على زوج ابنته القائد التركي سُبُكتكين لما عرفوه من قدرته على القيادة فقدّموه عليهم وولّوه أمرَهم.
شرع سُبُكتكين هذا بعد أن جمع العساكرَ الغزنوية في مهاجمة الأراضي الهندية في معاركَ يشيبُ لها الولدان، وشنالغارات تلو الغارات عليها، فاحتل من بلادهم قلاعًا حصينة على شواهق الجبال ونهب ما فيها من الأموال. وقتل منالهنود ما لا يدخلُ تحت الإحصاء. ففي عام واحد فقط أدخل خمسَمئة ألف من نسائهم وصبيانهم أسواقَ النخاسة.
عظم شأنُ سُبُكتكين بين الأمراء وارتفع قدرُه بين الناس وتعلّقت الأطماعُ بالاستعانة به، فأتاه الأمراءُ يطلبون ودَه ودعمَه.
مثل طغان صاحب ولاية بست مستعينًا به مستنصرًا دون السامانيين الذي هو عامل لهم عليها.
بعد أن غلب على إمارته قائد تركي اسمه بابي تور وأخرجه عنها.
فأعاده سُبُكتكين على مدينته بعد أن هزم بابي تور هزيمة نكراء.
وكر راجعا صوب أراضي الخيرات الضعيفة الملوك أرض الهند والتي أثرته وجعلته مشروعَ مؤسس دولة السامانيين فيمايأتي من الأيام. جيبال ملكُ الهند وبعد أن رأى أن بلادَه تـُملك من أطرافها، يحشدُ مئة ألفَ مقاتل من الجيوش المدعمةبالفيول ويشرعُ في استعادة ما أُخذ من الأراضي الهندية، يشخصُ إليه سُبُكتكين من عاصمته غزنة ومعه عساكرُه وخلقٌكثيرٌ جدا من المتطوعة، فالتقوا بالقرب من (عقبة غورك) الهندية واقتتلوا أيامًا كثيرة وصبر الفرقيقان.
سقطت الأمطارُ بغزارة واشتد البردُ حتى هلك خلقٌ كثيرٌ من الجانبين وعميت عليهم المذاهب.
تناوب جيشُ الغزنويين القتالَ فأدرك الهنودَ التعب، ثم حملَ سُبُكتكين الغزنوي واختلط بعضُهم ببعض فانهزم الهنودُوأخذهم السيفُ من كل جانب وأُسر منهم ما لا يحصى، وسار الغزنويون نحو الهند يقتلون أهلـَها ويُخرّبوا كلَ ما مرواعليه من بلادهم وقصدوا لمغان وهي من أحصن قلاعهم فدخلوها عنوةً.
ولما قوي سُبُكتكين بعد هذه الوقعة أطاعه الأفغان والخلج وصاروا في طاعته.
في سنة ثلاثمئة وأربع وثمانين للهجرة الأمير نوح الساماني يرسل كتابا لمحمود بن سُبُكتكين في غزنة يوليه فيهخراسان.
ليستعيد هرات ونيسابور وسائرَ الأعمال التي خرجت عن طاعة الأمير نوح الساماني.
بعد أن أعلن أبو علي بن محتاج وفائق العصيان على الأمير الساماني والهيمنة على ما في أيديهما من أعمال. وكانوا قداعدوا جيشا كثيفا لاحتلال بخارى وإسقاط حكم السامانيين فيها، بالإستعانة بالأمير بغراخان صاحب كاشغروبلاساغون المتاخمتين لحدود الصين وكاتبوه على ذلك.
جمع سُبُكتكين أميرُ غزنة العساكرَ وحشد الأتباعَ فور وصول كتاب الأمير الساماني إليه وتجهز يريد خراسان. وفوروصول الأنباء للأميرين المخالفين على السامانيين راسلا فخر الدولة بن بويه يستنجدانه ويطلبان منه عسكرًا فأجابهماإلى ذلك وسير إليهما عسكرًا كبيرًا.
فالتقى الجيشان في هراة واقتتلوا قتالا عنيفا، انحاز بعضُ أمراء الحرب إلى الأمير الساماني بعد أن رؤوا الغلبة َلعسكره.
فانهار الجيشُ المخالف وانهزم الجنودُ وركبهم أصحابُ سُبُكتكين يأسرون ويقتلون وينهبون.
وواصلَ السيرَ صوب المدينة المخالفة الثانية نيسابور فملكها نوح ثانية دون قتال واستعمل عليها وعلى جيوش خراسانمحمود بن سُبُكتكين ولقّبه سيفُ الدولة.
وفي سنة ثلاثمئة وسبع وثمانين توفي الأمير الرضي نوح بن منصور الساماني واختل بموته مُلكُ آل سامان وضعُفَأمرُهم ضعْفًا ظاهرًا وطمع فيهم أصحابُ الأطراف، فقام بالملك بعده ابنـُه أبو الحرث منصور بن نوح وبايعه الأمراءُ والقوادُوسائرُ الناس وفرق فيهم بقايا الأموال فاتفقوا على طاعته.
وقام بأمر دولته وتدبير شؤونها القائد العسكري بكتوزون. وفي هذه السنة أيضا توفي عامل غزنة القوي سُبُكتكين وخلفابنه محمود بن سُبُكتكين وتلقب بالسلطان وهو أشهرُ رجال البيت الغزنوي والذي سيعرف فيما بعد بالسلطان يمين الدولةمحمود الغزنوي، المؤسسُ الفعلي للدولة الغزنويه، والتي ستلتهم لاحقا سابقتها دولة أل سامان. السلطان يمينُ الدولةمحمود الغزنوي يكاتب الأمير الساماني الجديد منصور بن نوح ويطلبُ تولية َخراسان بدل بكتوزون لما له ولوالده منفضل على الدولة السامانيه، ولكن الأميرَ الساماني يبذلُ له ولاية َما يشاء من الأعمال سوى خراسان، فأعاد الطلبَ مراتعده وكان الجوابُ ذاته في كل مرة، في هذه الظروف بكتوزون قائدُ جيوش الدولة السامانيه يخلع الأميرَ الساماني منالملك ويقبضُ عليه ويأمرُ بسمل عينيه بمعاونة جماعة ٍمن أعيان العسكر وأقاموا أخاه عبد الملك الساماني مقامَه في الملكبعد سنةً وسبعة أشهر من إمرته.وماج الناسُ بعضُهم في بعض في بلاد ما وراء النهر وخوارزم لهذا الحدث، الأمرُ الذيقوى نفسَ يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي وطمع في الاستقلال بالملك فسار نحو بخارى عازمًا على القتال.
سمع عبد الملك ابن نوح الساماني وبكتوزون قائدُ جيوشِه بمسير السلطان الغزنوي إليهم.
تجهزوا للقتال وساروا إليه فالتقوا بمرو واقتتلوا أشد قتالٍ رآه الناس حتى أدركهم الليل فانهزم بكتوزون قائدُ الجيوشالسامانية إلى نيسابور بعد أن لحقت بعسكره خسائرُ فادحة.
تبعه السلطان محمود الغزنوي ليمنعه من تنظيم قواته، والتقاط الأنفاس، فأدركه على أبوابها فأوقع به وقيعة مؤلمة.
وعاد يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي إلى بلخ مستقر والده فاتخذها دارَ ملكٍ له.
واتفق أصحابُ الأطراف بخراسان على طاعته واستقر ملكُ محمود بخراسان كلها، فأزال عنها اسمَ السامانية وخطب فيهاللقادر بالله العباسي، وبإقامة الخطبة هذه، يكون ملكُه قد أصبح شرعيا لدى حكومة بغداد فاستقل بملكها منفردًا.
اجتمع الأمير الساماني المهزوم في بخارى هو وبكتوزون وغيرُهما من الأمراء وقوادُ الجيش فقويت نفوسُهم وشرعوا فيجمع العساكر من المدن التي بقيت تحت أيديهم في بلاد ما وراء النهر وعزموا على العود إلى خراسان لاستعادتها منالغزنويين.
بلغ خبرُهم يمينَ الدولة السلطان محمود الغزنوي. فبعث بالقائد العسكري إيلك خان قائد جيوش الغزنويين متسلحابأدوات الملك في ذلك الزمان (الحيلة والخديعة)، فسار في جمع الأتراك إلى بخارى وأظهر لعبد الملك المودة والموالاةوالحمية له فظنوه صادقًا ولم يحترسوا منه وخرج إليه بكتوزون وجميعُ الأمراء والقواد، فلما اجتمعوا إليه قبضَ عليهموسار سريعا حتى دخل بخارى فلم يدر عبد الملك الساماني ما يصنع لقلة ِعددِه لما دهموه فاختفى ونزل إيلك الخان دارالإمارة وبث الطلب والعيون على عبد الملك حتى ظفر به فأودعه السجن فمات بها وكان آخرَ ملوك السامانية وانقضتدولتهم على يده.
وحبس معه أخوه أبو الحرث منصور بن نوح الذي كان في الملك قبله وأخواه أبو إبراهيم إسماعيل وأبو يعقوب ابنا نوحوعماه أبو زكريا وأبو سليمان وغيرُهم من آل سامان وأفردَ كلُ واحد منهم في حُجرة.
في سنة ثلاثمئة وتسعين للهجرة خرج أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح من محبسه بعد أن تنكر بزي الجواري التي تخدمالسجن.
فظنه الموكلون على السجن جارية.
فلما خرج استخفى عند عجوز من أهل بخارى وحينما سكن الطلبُ عنه سار من بخارى إلى خوارزم وتلقب بالمنتصروجمع إليه بقايا القواد السامانية والأجناد فكبر جمعُه وسير قائدًا من أصحابه في عسكر إلى بخارى فبيت من بها منالغزنويين فهزمهم وقتل منهم وكبس جماعة من أعيانهم وتبع المنهزمين إلى حدود سمرقند فلقي هناك عسكرًا جرارًا جعلهالغزنويون لحفظ سمرقند فانضاف إليهم المنهزمون فحطوا من معنوياتهم.
وفور اشتباك المنتصر الساماني معهم ولّوا منهزمين وتبعهم عسكر المنتصر فغنموا أثقالهم وعادوا إلى بخارى فاستبشرأهلـُها بعود السامانية.
بلغ الخبرُ الأميرَ يمين الدولة محمود الغزنوي فسار مجدًا نحو نيسابور فلما قاربها سار عنها المنتصر الساماني وظليتنقل من مدينة إلى أخرى والغزنويون في إثره، عاد المنتصر إلى نيسابور في آخر شوال سنة إحدى وتسعين وثلاثمئةفجُبيت له الأموال بها. فأرسل إليه يمينُ الدولة جيشًا بقيادة أخيه منصور بن سُبُكتكين من نيسابور فالتقوا بمدينةسرخس واقتتلوا قتالا ضاريا فانهزم المنتصر وأصحابُه وأسر أبو القاسم علي ابن محمد بن سيمجور وجماعة ٌمن أعيانعسكر السامانيين وحُملوا إلى المنصور فسيرهم إلى غزنة وذلك في ربيع الأول سنة ثلاثمئة واثنتين وتسعين للهجرة.
وسار المنتصر الساماني تائهًا حتى وافى الأتراك الغزية وكان لهم ميلٌ إلى آل سامان فحركتهم الحمية واجتمعوا حوله.
في شوال سنة ثلاثمئة وثلاث وتسعين سار الساماني بجيش من الأتراك الغزيه نحو جيوش الغزنويين لإعادة ملكالسامانيين، فتوجه إلى سمرقند وبها القائد التركي إيلك الخان، فاشتبكوا في معركة رهيبة. فأوقع السامانيون بالجيشالغزنوي خسائر فادحة وأسروا معظمَ قواد ذلك الجيش واستولوا على الأثقال والأموال وعادوا إلى أوطانهم.
طارت الأخبارُ سريعا إلى محمود الغزنوي فبعث برسالة إلى القواد العسكريين الذين مع الأمير الساماني ينذرهم بالويلإن هم لم يُطلقوا القوادَ الأسرى، فاجتمعوا على إطلاق الأسرى تقربًا إلى محمود الغزنوي بذلك.
ومخافة من عقابه بعد أن أدركوا أن المُلكَ قد أدبر عن السامانيين.
فخاف المنتصر الساماني حينئذ فاختار من أصحابه جماعة يثق بهم وسار بهم إلى مدينة آمل فلم يقبلوه فعبر النهر إلىبخارى فدفعوه عنها وكلما قصد مكانًا ردَه أهلـُه خوفًا من معرته.
في سنة ثلاثمئة وخمس وتسعين للهجرة زحف جيشُ الغزنويين في قضه وقضيضه قاصدا الأميرَ الساماني بعد أنعلموا تراجعَ الغزية الذين كانوا معه إلى أوطانهم.
فالتقوا به بنواحي مدينة أشروسنة فانهزم المنتصر وأكثرَ الغزنويون في أصحابه القتل.
وسار المنتصر منهزمًا حتى عبر النهر، فسير يمينُ الدولة العساكرَ خلفه ففارق مكانه وسار وهم في أثره، فلما ضاقت عليهالمذاهب عاد إلى ما وراء النهر وقد ضجر أصحابُه وسئموا من السهر والتعب والخوف، ولأن الناسَ دائما على دين القوي،فارقه كثيرٌ منهم إلى يمين الدولة محمود الغزنوي فأعلموه بمكانه.فلم يشعر المنتصر الساماني إلا وقد أحاطت به الخيلُمن كل جانب فقاتلهم ساعة ثم فر من المواجهة والتجأ دخيلا بحلة من العرب فصانعوه حتى أظلمَ الليل، ثم وثبوا عليهوقتلوه وبعثوا برأسه إلى يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي تقربا له وطمعا بالمكافأة. وكان ذلك خاتمة أمرالسامانيين وابتداءَ أمر الغزنويين.
شُكل نظام الدولة السامانية على غرار النظام العباسي، الذي شُكل بدوره على غرار النظام الساساني.
حكم الأمير الدولة، بينما حكم المقاطعات حكام معينون أو حكام إقطاعيات محلية.
كانت مسؤولية الحكام والحاكمين المحليين جمع الضرائب وتزويد الحاكم الساماني بالجنود عند الحاجة.
كانت خراسان أهم مقاطعة في الإمبراطورية السامانية، وحكمها في البداية أحد أقرباء الحاكم الساماني أو أمير إيرانيمحلي (مثل عائلة مهتجد)، لكن نُقل الحكم لاحقًا إلى أحد أكثر عبيده موثوقية. كان يحكم خراسان عادة الأسفهسلار(القائد العام).
على غرار الخلافة العباسية، بإمكان العبيد الأتراك استلام مناصب عليا في الدولة السامانية، ما منحهم قوة كافية أحيانًالتسيير الحاكم تقريبًا.
الجهود الثقافية والدينية
أحيا السامانيون الثقافة الفارسية برعاية الرودكي، وأبو علي البلعمي، وأبو منصور الدقيقي الطوسي. صممالسامانيون على نشر الإسلام السني، وقمعوا الإسلام الشيعي، ولكنهم كانوا أكثر تساهلًا مع الشيعة الاثنا عشرية.
نشر السامانيون العمارة الإسلامية والثقافة الفارسية الإسلامية موغلة في آسيا الوسطى.
بعد إنهاء أول نسخة مترجمة إلى الفارسية من القرآن، خلال القرن التاسع، بدأت الشعوب التي تعيش تحت رايةالإمبراطورية السامانية تتقبل الإسلام بأعداد كبيرة.
عن طريق العمل التبشيري المتعصب، اعتنق قاطنو نحو 30000 خيمة من الأتراك الإسلام، ولاحقًا خلال حكم الغزنويين،اتبع أكثر من 55000 المدرسة الفكرية الحنفية.
أدى اعتناق الأتراك الكبير للإسلام في النهاية إلى تأثير متزايد للغزنويين، الذين حكموا المنطقة لاحقًا.
شكلت الزراعة والتجارة الأساس الاقتصادي للدولة السامانية.
عمل السامانيون بشكل كبير في التجارة- حتى مع أوروبا، وتشهد على ذلك آلاف العملات المعدنية السامانية التي وجدتفي بلدان البلطيق واسكندنافية.
يُعتبر الفخار المعروف باسم البضاعة السامانية ذات النقوش إسهامًا خالدًا آخر قدمه السامانيون إلى تاريخ الفنالإسلامي، ويتضمن: أطباقًا، وأوعية، وأباريق فخارية مطلية بالأبيض ومزينة بكتابات بالخط العربي فقط، عادة ما تكونمكتوبة بشكل أنيق ومتناغم.
تكون العبارات العربية المستخدمة في هذا النوع من التزيين عبارة عن أمنيات طيبة عامة، أو تعليمات إسلامية لآدابالمائدة.
اللغة
بدأ كل من فرغانة، وسمرقند، وبخارى تصبح فارسية اللغة في المناطق الخوارزمية والصغدية الأصل خلال فترة الحكمالساماني. انتشرت اللغة الفارسية وأدت إلى انقراض اللغات الإيرانية الشرقية مثل اللغة الباخترية والخوارزمية، وبقيعدد ضئيل من متحدثي اللغة اليغنوبية المنحدرين من السلالة الصغدية بين السكان الطاجيكيين القاطنين في آسياالوسطى. حدث ذلك بسبب الحقيقة التي تقول إن الجيش العربي الإسلامي الذي غزا آسيا الوسطى كان يحتوي علىبعض الفرس ممن حكموا المنطقة لاحقًا مثل السامانيين. جلب السامانيون اللغة الفارسية إلى آسيا الوسطى.
الحياة الفكرية
في القرنين التاسع والعاشر، بلغت الحياة الفكرية في بلاد ما وراء النهر وخراسان مستوى عاليًا. قال نعماننيغماتوفيتش نيغماتوف، «كان من المحتم أن تقوم السلالة السامانية المحلية، التي تسعى للحصول على دعم الطبقاتالمتعلمة، برعاية التقاليد الثقافية، والتعلم، والأدب والترويج لها.
أصبحت البلدات السامانية الرئيسية- بخارى، وسمرقند، وبلخ، ومرو الشاهجان، ونيسابور، وخجنده، وبونجيكاث،وفوسي، وترمذ وغيرها، المراكز الثقافية الرئيسية في الدولة.
اجتمع العلماء، والشعراء، والفنانون، ورجال علم آخرون من العديد من البلدان الإسلامية في بخارى عاصمة الدولةالسامانية، حيث أنشئت أرضية خصبة لازدهار الفكر الإبداعي، بالتالي أصبحت أحد المراكز الثقافية الأكثر تميزًا فيالعالم الشرقي.
أُنشئت مكتبة تُعرف باسم صيوان الحكمة في بخارى، وتُعرف بغناها بأنواع عديدة من الكتب.
الفنون والحرف
بسبب الحفريات المكثفة في نيسابور، في إيران في منتصف القرن العشرين، يظهر الفخار الساماني بشكل واضح فيالفن الإسلامي حول العالم.
تُصنع هذه الأواني الخزفية من الفخار بنسبة كبيرة، وتتميز إما بنقوش خطية لأمثلة عربية، أو زخارف مجردة ملونة.
عادة ما تخاطب الأمثال العربية قيم ثقافة «الأدب»، والضيافة، والكرم، والتواضع.
يعود الوعاء الذي يحمل النقوش العربية في الصورة إلى الفترة السامانية خلال القرن العاشر في إيران.
وهو مطلي باللون الأبيض، ويحمل زخارف باللون الأسود تحت طلاء شفاف.
يحمل زخرفة خطية في جميع أرجائه.
تطول هذه الزخرفة في بعض النقاط، وتقصر في نقاط أخرى، لتصل إلى درجة تبدو فيها وكأنها اختفت.
ثمة نقطة سوداء في مركز الوعاء.
في حال ألقيت نظرة عن كثب على الوعاء، توجد شقوق وعلامات اكتسبها الوعاء على مر الزمن.
ما كان ذات يوم وعاءً أبيض، تلطخ ببقع صفراء في أجزاء منه الآن.
يبدو الخط مدروسًا ومخططًا بشكل جيد، والمسافات بين الأحرف جيدة، ويتوزع القول بشكل مثالي على جميع أطرافالوعاء.
قد يعود سبب ذلك إلى عادة الفنان في التدرب على الورق قبل الوعاء.
يُترجم القول إلى التالي: «يقي التخطيط قبل العمل من الندم، ويعطي الرخاء، والسلام».
الدولة الغزنوية
السلاطين الغزنويون
الأسرة الغزنوية التي إستفادت من الاضطرابات والتمردات التي في الدولة السامانية، وقامت بإنشاء دولة خاصة بها.
ألب تكين (961-963).
أبو إسحاق إبراهيم (963-966).
بيلجا تكين (966-975).
بوري تكين (975-977).
سُبُكْتِكِيْن (977-997).
إسماعيل الغزنوي (997-998).
محمود الغزنوي (998-1030).
محمد الغزنوي (1030-1031).
مسعود بن محمود الغزنوي (1031–1041).
محمد الغزنوي (1041) (المرة الثانية).
مودود الغزنوي (1041-1049).
مسعود الثاني الغزنوي (1049).
على بن مسعود (1050).
عبد الرشيد بن محمود (1050-1052).
طغرل بوظان (1052).
فرروح زاد (1052-1059).
إبراهيم بن مسعود (1059-1099).
مسعود بن إبراهيم الغزنوي (1099-1115).
شرزاد (1115-1116).
أرسلان شاه (1116-1117).
بهرام شاه الغزنوي (1117-1157).
خسرو شاه (1157-1160).
خسرو مالك (1160-1186).
دولة إسلامية سابقة حكمت بلاد ما وراء النهر، وشمال الهند وخراسان فترة (961م - 1187م)
الدولة الغزنوية (بالفارسية: غزنويان) هي دولة إسلامية حكمت بلاد ما وراء النهر، وشمال الهند وخراسان، في الفترة مابين سنتي 961م و1187م.
وهي دولة تركية.
وقد قام الغزنويون بتسمية عاصمتهم باسمهم، وهي مدينة غزنة التي تقع الآن داخل حدود دولة أفغانستان.
ودولة الغزنويين قبل أن يحكموها كانت خاضعة لحكم السامانيين الإيرانيين، وقد كان لهم تأثيرٌ كبيرٌ على ثقافة وسياسةتلك المنطقة، وقد أدى هذا التأثير إلى ذوبان الأتراك الغزنويين في تلك المنطقة مع الفارسيين بمرور الوقت.
الدولة الغزنوية
غزنویان 963 – 1186
عاصمة غزنة (977–1163) لاهور (1163–1186)
نظام الحكم ملكية اللغة الرسمية فارسية (رسمية وقانونية)، عربية(دينية)، تركية(عسكرية)
الديانة اسلام سني
السلطان ألب تكين (الأول) 963
خسرو مالك (الأخير) 1160–1186
وزير أبوالحسن الاصفرني (الأول) 998–1013
أبوالمعالي نصرالله (الأخير) القرن 12
تاريخ تأسيس 963. الزوال 1186
مساحتها 3,400,000 كم² (1 ميل²)
يعد ألب تكين مؤسس دولة الغزنويين، وقد كان من قواد الجيش الساماني، إلا أن أسرته لم تصبح أسرة حاكمة إلا في عهدأبو منصور سُبُكْتِكِيْن (977-997م) وقد كان من عبيد ألب تكين، وقام بتحويل مدينة غزنة إلى عاصمة للغزنويين، وقدأنقذهم من سيادة حكام السامانيين عليهم.
وقد قام ابن سُبُكْتِكِيْن محمود الغزنوي(998–1030م) في عهده بتوسيع حدود الدولة الغزنوية من نهر جيحون حتى نهرالسند، ومن هناك حتى المحيط الهندي، وقد شمل هذا التوسع الري وهمدان.
وفي عهد مسعود بن محمود الغزنوي فقدت الدولة الغزنوية الكثير من قوتها وجزءًا كبيرًا من أراضيها. وقد سيطرت الدولةالسلجوقية على المناطق الجنوبية للدولة الغزنوية بعد معركة داندقان.
وقد بقيت في يد الغزنويين - بعد تلك المعركة - المناطق التي كانت لهم في أفغانستان، وبلوشستان، والبنجاب. ولم يكنتشتت السلاجقة في عام 1157م ذا نفع كبير للدولة الغزنوية.
وفي هذه الأوضاع المتضاربة بدأت قوة دولة الغوريين الناشئة في التصاعد، حتى قاموا بهزيمة بهرام شاه في عام1151م.
وسيطروا على مدينة غزنة عاصمة الغزنويين، ومن بعدها بدأ حكم الغزنويين الذين قاموا بنشر الإسلام داخل الهند،وانسحبوا إلى لاهور في الانهيار.
وقد وقع حوسرف ماليك -أخر حكام الغزنويين- في أسر الغوريين عام 1186م، وكان هذا هو تاريخ سقوط الدولة الغزنويةبشكلٍ نهائي.
كان يوجد مجتمع للأتراك قبل إنشاء دولة الغزنويين في أفغانستان، هذا المجتمع اعتمدت عليه دولة الغزنويين بشكل كبيرعند تأسيسها.
ويعتبر سُبُكْتِكِيْن هو مؤسس تلك الدولة، وقد كان من عبيد ألب تيكين، وأسلم حينها.
وفي تلك الفترة كانت أي دولة تُسمى باسم مؤسسها.
وقد عُرف سُبُكْتِكِيْن نفسه في كتاب النصائح بأنه من تركستان من قبيلة تُسمى برساه.
وقد اشتراه ألب تيكين كعبد تركي بعدما وقع في الأسر.
أما أبو الغازي بهادر خان فأوضح أن والد السلطان محمود الغزنوي سُبُكْتِكِيْن من نسل الكاي.
تاريخ الدولة السياسي
فترة التأسيس
لقد تأسست دول عديدة منذ القرن الثاني قبل الميلاد في أفغانستان حتى وقتنا هذا، ومن تلك الدول دولة الغزنويين(تأسست في 963م)، وقد ذُكرت دولة الغزنويين بأسماء عديدة في التاريخ منها اليمينيّون، والسُّبُكْتِكِيُّون.
وفي عصور دولة السامانيين اللامعة إنتقلت مجموعات كبيرة من الأتراك إلى بلاد ماوراء النهر لنشر الإسلام فيها. وعندما بدأ الضعف يتسرب إلى الدولة السامانية، قام العديد من القادة والعائلات التركية بإنشاء مناطق حكم لهم فيمناطق مختلفة من أفغانستان، ومن تلك العائلات السمجوريين، وكرا تكين إسفجابي، وبيطوز.
وكان من بين هؤلاء القادة ألب تيكين الذي قام بتأسيس دولة الغزنويين فيما بعد.
ويحتمل بأنه ولد في عام 890 أو 891 وقد بيع ألب تيجين بعد ولادته كعبد إلى أمير السامانيين، وقد أدخله بين حرسهالخاص.
وقد أعتقه السامانيون بعدما أُعجبوا بالصفات التي يمتلكها، وعُين قائدا لبعض الوحدات العسكرية.
ثم تمت ترقيته بعد ذلك لحاجب الحجباء (يعنى القائم على رئاسة كل أعمال القصر).
وقد ظل نفوذ ألب تيكين (تيجين) في التصاعد حتى وصل إلى أعلى مرتبة عسكرية في الدولة في 10 فبراير 961 وهيقيادة الجيش في خرسان.
وعندما تولى هذا المنصب استمر نفوذه في القصر لأن الحاجب الذي أتى مكانه كان من غلمانه.
وقد ظهرت مجموعة في القصر تريد إبعاد ألب تيكين عن المسؤلية لأنه كان صاحب تأثير في اختيار من سيتولى الحكم،ويتدخل في كل أمور وأعمال الدولة.
وقد عين الجيش الساساني منصور بن نوح حاكما للدولة الساسانية إلا أن ألب قد حاول إنزاله من على العرش، ولكنلانعدام ثقته في الجيش انسحب هو وغلمانه من القصر إلى بلخ، وسيطر عليها.
ثم أقنع قواد جيش منصور بمواجهة ألب وردعه والأمساك به.
وأرسل منصور جيشا من 16 ألف جندي إلى ألب لمواجهته فتمركز ألب بين بلخ وخلم في منطقة تسمى بوابة خلم بجيشمكون من ثلاثة ألاف جندي. وقد انتصر جيش ألب في الموقعة التي حدثت بينها في إبريل -مايو 962.
واتجه نحو مدينة غزنه، وبعد جُهد دام أربعة أشهر سيطر على غزنه في 12 يناير 963.
وكانت أساس دولته.
وقد توفي ألب عندما بدأ بتنظيم جيش لغزو الهند، في 13 سبتمبر 963.
وبعد وفاته حل مكانه ابنه أبو إسحاق إبراهيم وبفترة قصيرة فقد سيطرته على مدينة غزنه، وبمساعدة أمير السامانييناستطاع السيطرة على المدينة من جديد.
وعندما توفي جاء بيلجا تكين خلفا له في 12 نوفمبر 966، وأعلن أنه مرتبطا بالدولة السامانية.
وبعد موت بيلجه تكين في عام 975 جاء بوري تكين وقد كان عبدا، وبسبب معارضة الناس له ورفضهم لحكمه أُنزل منعلى العرش في 20 إبريل 997، وحل محله سُبُكْتِكِيْن الذي تم اختياره من قبل القواد والنبلاء الأتراك.
وعلى الرغم من تصرف سُبُكْتِكِيْن الظاهري بأنه تابع للسامانيين إلا أنه تم في عهده وضع حجر الأساس لدولة الغزنويينالمستقلة.
ولم يمر الكثير حتى انتشر النفوذ التركي باتجاه الشرق حتى وصل إلى زبلستان التي في أفغانستان.
واتسعت الأراضي الغزنوية حتى شملت باختر وزمين دفر، وبلوشستان، وكوزدر.
وقام أيضا بهزم رجاسي (تعني أمير) شاه الهند الذي كان سببا في عرقلة نشر الإسلام هناك، وتقدم على طول نهر كابلحتى وصل إلى بيشاور.
وقد طلب أمير السامانيين العون من سُبُكْتِكِيْن في عام 994 عندما خرج أبو على السيجوري وفائق لمواجهته.
وعندما قام سُبُكْتِكِيْن وابنه محمود الغزنوي بهزيمة المتمردين والانتصار عليهم، أطلق أمير السامانيين لقب سيف الدولةعلى محمود الغزنوي، ومنحه قيادة الجيش.
وقد توفي سُبُكْتِكِيْن الذي قام بتوسعة رقعة الدولة الغزنوية في أغسطس عام 997.
بعدما مات سُبُكْتِكِيْن وانتشر خبر وفاته، جاء ابنه الصغير إسماعيل إلى بلخ وأعلن نفسه حاكما للدولة الغزنوية وذلكلوصية والده، ولكن محمود الغزنوي الذي كان في نيسابور في هذا الوقت كان أكثر خبرةً وتجربةً وقوةً من إسماعيل.
ولأن محمود كان أكبر من إسماعيل وأحق بالحكم منه عرض على إسماعيل أن يترك الحكم ويتولى خرسان وبلخ إلا أنإسماعيل لم يوافق، حتى وقعت بينهما معركة حربية في مارس 998 وانتصر فيها جيش محمود الغزنوي.
فترة محمود الغزنوي
أول ما فعله محمود الغزنوي فور توليه الحكم وحلفه اليمين، هو عقد معاهدة مع جيرانه الشماليين من الكراخاننيين.
وبدأ على إثر تلك المعاهدة في حروبه ناحية الهند. وقد قام بما يقرب من سبعة عشر معركة ضد الهنود في الفترة من1001 إلى 1027.
وكان الهدف الرئيسي لتلك الحروب هو نشر الإسلام، وزيادة عدد الجيش الغزنوي، وجمع الغنائم.
وقد خرج السلطان محمود في أول حرب له إلى الهند في سبتمبر سنة ألف.
وقد سيطر وقتها على عدة قلاع هندية.
وقد خرج محمود الغزنوي في ثاني حملة له إلى الهند في جيش مكون من 15 ألف بالخيول، وقد وقعت المعركة بينه وبينجيبال في 27 نوفمبر 1001، وإنتصر فيها محمود الغزنوي، وغنم فيها غنائم كثيرة كانت الفيلة من ضمنها.
وقد كانت حملة محمود الغزنوي الثالثة إلى منطقة بهتيا التي لم تدعمه في حملته الثانية، وقد كانت تلك المنطقة تحتقيادة باجي راي، وعندما تمت هزيمة باجي راي في تلك المعركة أصبحت تلك المنطقة في يد الغزنويين.
وفي عام 1006 كانت حملة محمود الغزنوي الرابعة ضد أبو الفاتح داود زعيم حركة الباطنية، وقد استولى على ملتانوالبنجاب.
وقد توقفت حملات محمود الغزنوي إلى الهند فترة من الزمن أثناء انشغاله بحروبه في الشمال مع الكراخانيين، وعندماعلم صوبحال وإلى ملتان استغل هذا الوضع وارتد عن الإسلام وعاد إلى الهندوسية دينه القديم.
وقد علم محمودالغزنوي بهذا في يناير 1008، وعلى الفور قام بحملته الخامسة إلى الهند وأعاد ملتان إلى حكمه مرةأخرى.
وكانت حملة محمود الغزنوي السادسة إلى الهند في 31 ديسمبر 1008، لإخضاع الرجا (معناها أمير عند الهنود) الذينرفضوا الإسلام في أنحاء البنجاب. وقد أتم هذه الحملة بالنصر في أغسطس -سبتمبر 1009، وأخضع المناطق الشماليةوقلت سيطرة الأمراء الهنود على ولاياتهم.
وقد كانت الحملة السابعة نحو الهند لتوقيع اتفاقية تجارية. ثم خرج محمود الغزنوي في حملته الثامنة في أكتوبر1010، وفي تلك المرة لم يواجه محمود الغزنوي أية صعوبات وضم ملتان تحت حكمه بشكل قطعي. أما الحملة التاسعةفكانت إلى سلط رنجا التي في منطقة ناندانا.
وقد هزم الأمراء الذين لم يرغبوا في أن يكونوا تابعين له في ناندانا. وعلى أصداء انتصارات محمود الغزنوي بدأ الدينالإسلامي ينتشر في شمال الهند.
كانت حملات محمود الغزنوي في الهند إلى مدينة زان ور التي تبعد عن شمال دلهي نحو 150 كم.
وقد كانت تلك المدينة مقدسة بالنسبة للهنود، وفيها العديد من الأصنام، ومن أهمهم وأكبرهم صنم يُسمى شكراص فامي. وكان سبب قيام الحملة العاشرة في أكتوبر - نوفمبر 1014، لهدم هذا الصنم، وجمع الغنائم، وبعد انتصاره في تلكالمعركة أخذ الصنم إلى غزنة ليراه الغزنويين هناك.
وكانت الحملة الحادية عشر في أواخر عام 1015، أما الثانية عشر فكانت في 1018، وقد جائه من تركستان نحو 20 ألفشخص ليشتركوا في جيشه تطوعاً، وليزيد بذلك تعداد جنوده. ولم تقف أي قوة أو مقاومة في وجه محمود الغزنويحتى توسعت أراضيه ووصل إلى أغرة.
وقد قام بحملته الرابعة عشر في أكتوبر 1021، واتجه نحو كشمير التي لم يستطع دخولها من قبل أو السيطرة عليها، إلاأنه بسبب شدة البرودة في الشتاء لم يستطع السيطرة على قلعة لوكهوت.
كانت الحملة الخامسة عشر في عام 1022 إلى قلعة قلين جار التي كان قد هزم أميرها من قبل، ولكنه لم يدخل تحت طاعةمحمود الغزنوي بشكل قاطع، إلا أنه ربطها بالجزية ولم يستولى عليها، وعاد إلى غزنة في مارس-إبريل 1023.
وكانت حملة محمود الغزنوي السادسة عشر من أهم الحملات التي عرفت في التاريخ، وكانت إلى صومنت.
وقد وقعت صومنت في يد الغزنوي بعدما حاصرها في 8 أكتوبر 1026، ثم قام بإزالة صنم شيفا المقدس عندهم، وأذن فيمعبده.
وقد كانت أخر حروب الغزنوي السبعة عشر في الهند عندما هاجمه الجاتيين أثناء عودته من غزو صومنت، ولكنه قامبهزيمتة، وتوسع في تلك الحملة حتى وصل إلى نهر الغانج، وألقى أساس حكم الأتراك الذي سيستمر لسنوات عديدة فيالهند.
السيطرة على سيستان
كانت توجد منازعات على كرسي الحكم في سيستان في عهد دولة الصفاريين، وقد قاموا بدعوة محمود الغزنوي ليكونحاكما لهم، وقد خرج محمود الغزنوي في طريقه إليهم في نوفمبر 1002، وفي 21 ديسمبر أصدر أوامر خلفية جديدةعليهم، وضمهم تحت حكمه، وفي أثناء الحفل الذي أقامه الخليفة قام مجموعة من الثوار بالتمرد ضد الخليفة، وبناء عليهقام الغزنوي بإخماد هذ التمرد في 1004، وعين أخوه نصر لحكم تلك المنطقة.
السيطرة على خوارزم
كان محمود الغزنوي يريد في كل فرصة متاحة له السيطرة على خوارزم، وفي عام 1017 قام بتحقيق ذلك عندما عقدمعاهدة سلام مع حاكمها وأصبحت تابعة له. وقد قُرأت الخُطبة باسم محمود الغزنوي هناك، وقد أدى هذا إلى حدوثنزاعات بين قواد الجيش في خوارزم، ولهذا حدث تغير في عرش الحكم في 17 مارس 1017.
وقد خرج الكرخانيين للسيطرة على العرش، إلا أن الغزنوي قام بهزيمة المتمردين في 3 يوليو 1017، ودخل كهنه غرغانجوأصبح حاكما عليها، مما اضطر الكرخانيين للقبول بهذا الوضع مجبرين.
السيطرة على غور
قام محمد شهاب الدين الغوري بالخروج من طاعة الغزنويون بعد وفاة سُبُكْتِكِيْن الذي كان قد سيطر على تلك المنطقة ولايةغور من قبل.
وهذه المنطقة يطلق عليها أحيانًا مَندِش.
وعليه فإن محمود الغزنوي قام بحملةٍ في 1011 لإعادتها إلى حظيرة الدولة الغزنوية من جديد، وعندما علم الغوريونبذلك تشتتوا في الجبال لِعلمهم بعدم قدرتهم على هزيمة الغزنوي، وحتمية خسارتهم.
وبعدها بسنوات قام بعدة حملات للسيطرة عليها، وفي عام 1020 أرسل ابنه مسعود للسيطرة على القلاع الباقية فيها،ونجح في جعل تلك المنطقة تابعة لحكمه بشكل قطعي.
السيطرة على كارجيستان
قام محمود الغزنوي بإرسال سفير إلى حاكم كارجيستان في عام 999، وطلب منه أن ينضم إلى الدولة الغزنوية.
وقد قبل حاكم كارجيستان وقتها طلب الغزنوي، وقُرأت الخُطبة باسمه.
وعندما تغير هذا الوالي لم يعترف الوالي الجديد بقوة الغزنوي وتفوقه، وعندما علم الغزنوي بهذا قام بإرسال قوادجيشه وواليٍ معه إلى كارجيستان، وكنتيجة لتلك الحركة الناجحه أصبحت كارجيستان تحت سيادة الغزنويين بالمعنىالتام في 1012.
وقد تُوفي الأمير الذي أعلن تمرده في السجن في 1015-1016.
حروب السلطان محمود الغزنوي الخارجية
الحروب مع السامانيين
قام السامانيون باحتلال خرسان أثناء انشغال محمود الغزنوي بالحرب ضد أخيه إسماعيل على العرش في عام 998،وفي تلك الأثناء أعلن منصور الثاني أنه لن يُعيد خرسان التي قام باحتلالها إلى محمود الغزنوي.
وعلى إثر هذا قام الغزنوي بالتوجه نحو نيسابور.
وفي تلك الفترة لم يرغب الغزنوي في مهاجمة والي خرسان بيتوزون والذي أتى منصور الثاني لمساعدته ومعه قواتفائق، ورضي بالانتظار لتفويت الفرصة على الكرخانيين الذين إقتربوا من ما وراء النهر.
وقد قام فائق ومعه بيتوزون بعزل منصور الثاني لعدم ثقتهم فيه، وجلبوا مكانه عبد المليك بن نوح الذي كان في عُمرصغير وقتها.
وقد قام الغزنوي بهزيمة الاتحاد الذي قام به بيتزون وفائق ومعهم أبو القاسم السيمجوري في 16 مايو 999.
وسيطر على خرسان من جديد، وعين أخوه نصر واليا عليها.
وفي تلك الأثناء استفاد الكرخانيون من وضع السامانيون الذين دب فيهم الضعف وقاموا بإسقاط الدولة السامانية، وقدحقق ذلك للغزنوي أن أصبحت دولته مستقلة بشكل تام، وسقطت تبعيتها لإي دولة.
السلطان محمود وحروبه مع الكرخانيين
كانت العلاقات بين الغزنويين والكرخانيين ودية في عهد ناصر بن علي، وقد استمرت تلك العلاقات الودية بينهما بتزوجمحمود الغزنوي من ابنة ناصر بن علي في 1001.
إلا أن تلك العلاقة لم تدم طويلا بسبب رغبة ناصر بن علي بالسيطرة على كل الأراضي المتبقة من السامانيين، وقد قام ابنعلي بإرسال جيش إلى خرسان في الوقت الذي كان فيه الغزنوي يحارب في الهند. وعندما علم الغزنوي بهذا قام بتقويةجيشة بالخلاجيين والأفغان، وقام بإبعاد قوات ابن علي عن المدينة في سبتمبر -أكتوبر 1006.
إلا أن ابن علي لم يتراجع، وفي 5 يناير 1008، قام بالتقدم نحو 20 كم طوليا في بلخ، وإلتقى الجيش الكرخاني بجيشالغزنويين ولم يستطع الكرخانيين مهاجمة الجيش الغزنوي بسبب وجود الفيلة أمامه، وفقدوا قدرتهم على تبادلالاصطدام.
وكان هذا أخر أمل كبير قام به الكرخانيين للسيطرة على خرسان.
حدثت نزاعات بين الكرخانيين على العرش، وقد استولى أبو منصور أرسلان خان على العرش، ولم يختر أن تسير الأموربشكل جيد مع محمود الغزنوي.
إلا أن يوسف قادر خان بدأ بصراع جديد على العرش، وطلب المساعدة من الغزنوي.
وبينما كان الغزنوي يحارب في الهند، رأى المتصارع على الحكم أن هذا موقف جيدا للسيطرة على خرسان، وأنشئ جيشامتحدا من الكرخانيين، إلا أن الغزنوي قام بهزيمة هذ الجيش في 1019-1020 وعاد مرة أخرى إلى الهند.
قام أبو منصور بالانسحاب من على العرش ليوسف قادر خان، وطلب يوسف خان المساعدة من الغزنوي مرة أخرىلمواجهة أخوته.
ولكن تلك المرة قُبل طلبه، وتقابل مع المتنافسين على الحكم في سمرقند في مارس-إبريل 1025، وعقد بينهم إتفاقاً.
وعندما علم يوسف خان بهذا هرب، وهكذا تم تجنب النزاعات المستمرة على العرش في دولة الكراخانيين.
حروب السلطان محمود مع الأغوز
الأغوز هم مجموعة من التركمان، يتكونون من أربعة ألآف خيمة، وتابعين أرسلا يابغو.
وقد طلبوا الإذن من السلطان محمود للعبور من خرسان بدلا من العبور من بلاد ما وراء النهر لإنهم يعانون من العبور منتلك المنطقة.
وقد فكر الغزنوي أنه يمكنه أن يستفيد من القوة العسكرية لتلك المجموعة، فسمح لهم بالمرور من نهر جيحون على الرغممن مخالفة أرسلان جاذب والي طوس.
إلا أن الأغوز كانوا يُقِعُون المدن التي يمرون بها في ظروف اقتصادية صعبة.
وفي عام 1028 إرتفعت نسبة شكوى السكان الأصليين منهم إلى السلطان محمود.
وعلى إثر هذا أرسل السلطان محمود أرسلان جاذب إلى الأغوز.
إلا أن أرسلان لم يستطع حل المشكلة، وعند إتهامه بالفشل، أوضح أن قوة الأغوز قد زادت وأنهم يتفوقون على جيش ولاية،ودعى محمود الغزنوي بشخصة لمحاربتهم.
وعلى الرغم من مرض محمود الغزنوي إلا أنه تحرك إلى طوس في 1028، واتحد مع جيش جازب، وأوقع الهزيمةبالأغوز.
وقد قُتل قسم كبير من الأغوز في تلك المعركة، أما القسم الباقي فقد عاش جزء منهم في الجبال وهرب جزء أخر منهم إلىكرمان، وقد تمت ملاحقة الأغوز في الداخل والخارج حتى موت السلطان محمود ليتم تنظيف البلاد منهم.
حروب السلطان محمود مع الزياريون
كانت توجد بين الغزنويين والزياريين الذي حكموا طبرستان وهيركانيا علاقة جيدة.
وفي عام 1012 تمرد الجيش وعزل قابوس بن وشكمير وحل مكانه.
وقد خرج دارا أخو الحاكم قابوس بن منوتشهر الملقب بفلك المعالي ضده، وقد دعمه محمود الغزنوي وأعطاه الإذنباللجوء إلى بلده.
وعندما وصل قابوس خبر خروج أخيه دارا للذهاب إلى الغزنوي، قام على الفور بإعلان أنه تابع للغزنوي ووعده بدفع 50 ألف دينار كل سنة كجزية ليتمكن من البقاء في الحكم.
وكان من آن لأخر يرسل الجنود إلى جيش محمود.
وقد ظن قابوس أن منطقته في خطر شديد بعدما سيطر الغزنوي على الري، وقام بقطع طريق ذهاب الغزنوي ليحميأراضيه.
هذا التصرف الذي ظن قابوس أنه بإمكانة أن يُعيٍق حركة الغزنوي، دفع في مقابله جزية قدرها 500.000 دينار في عام1029.
وبعد ما مات قابوس جاء خلفه ابنه أنشوروان، وليعترف الغزنويون به دفع 500,000 دينار.
حروب السلطان محمود مع البويهيين
كانت العلاقات بين السلطان محمود والبويهيون علاقات ودية حتى عام 1012، عندما بدأت النزاعات على العرش، ولميفوت الغزنوي مثل تلك الفرصة من يده.
وقد طلب أبو الفوارس من محمود الغزنوي أن يساعده ليسيطر على عرش البويهيين، وقد وفر جواب محمود لهذا الطلبأن أعاده حاكم من جديد على كرمان.
وبعد فترة فسدت العلاقات بين أبو الفوارس الذي يسيطر على شيراز وقائد القوات الغزنوية أبو سعيد.
وعليه فقد سحب الغزنوي دعمه لإبو الفوراس. وقد هُزم أبو الفوارس وهرب من الجيش الغزنوي في كرمان.
وعلى الجانب الأخر، فقد طلب حاكم الري الذي حصل على حكم البويهيين المساعدة من الغزنوي في عام 1028، لأنه لميكن مطمئنا للجيش، وقد قبل الغزنوي طلبه وأعاده إلى حكم الري مرة أخرى في عام 1029.
حروب السلطان محمود مع الأفغان
كان الأفغان يعيشون في المنطقة الجبلية التي بين غزنة ونهر السند، وقد كانوا يقومون بالغارت من آن لأخر، ويضربونالقوافل التي تمر بين خرسان والهند. وفي عام 1019 توجه الغزنوي باتجاه شرق مدينةكابل إلى الأفغان الذين يعبدونالأصنام هناك، وقد ضمهم إلى حظيرة دولته، وتحولوا إلى الإسلام.
علاقات السلطان محمود مع العباسيين
اعترف الخليفة العباسي أبو العباس أحمد القادر بالله بالدولة الغزنوية، وبالسلطان محمود غازي كخليفة لها، بينما لميعترف به السامانيين.
وقد أرسل الخليفة العباسي العديد من الهدايا إلى السلطان محمود نظرًا لجهوده في نشر الإسلام والغزوات التي قام بهافي أراضي الهنود الذي يعبدون الأصنام.
وقد منحه العديد من الألقاب المختلفة.
كانت العلاقات التي بين السلطان محمود والكراخانيين قد فسدت عندما أراد السلطان الغزنوي السيطرة سمرقند التابعةللغزنويين، إلا أن العلاقات قد فسدت مرة أخرى في 1023-1024، عندما اشتبه السلطان محمود في إتباعهم للدولةالفاطمية.
وعلى الرغم من كل تلك الأحداث فقد أنشأ السلطان الغزنوي دولة سُنِية في مواجهة الشيعة والدولة البويهية.
وقد قام بصَّك النقود باسمه.
وقد أرسل الهدايا إلى بغداد بعد الحروب التي كان ينتصر فيها.
فترة السلطان مسعود الأول الغزنوي
قام محمود الغزنوي قبل موته بتقسيم دولته إلى قسمين، وقد كان للسلطان محمود خمسة أولاد هم مسعود ومحمدوسليمان وشجاع وعبد الرشيد، وقد حصل مسعود ومحمد على حكم الدولة الغزنوية، وقد قسم السلطان محمود لمحمدبلخ وخرسان وشمال الهند، أما مسعود فقد حصل على مدينة الري وأصفهان وجبيل الذين تمت السيطرة عليهم حديثاومجهولي المستقبل، وبعدما توفي محمود الغزنوي في 30 إبريل 1030، تم اختيار ابنه محمد الغزنوي الذي كان فيالثالثة والثلاثين من عمره ليحكم العرش من قبل أعضاء الأسرة.
ولم يكد محمد الغزنوي بتولى العرش حتى بدأت المنازعات في القصر وهرب بعض العبيد والقواد إلى مسعود، وفي تلكالأثناء كان خبر وفاة والد مسعود الذي كان في أصفهان حينها قد وصل إليه في 26 مايو 1030، فترك إدارة الجزءالغربي من البلاد لإخيه وذهب إلى الري، وقام بإرسال خطابا إلى أخيه طلب منه أن تقرأ الخُطبة باسمه، وأن تُصَّك النقودأيضا باسمه، الأمر الذي رفضه أخوه محمد.
وقد حصل مسعود على الاعتراف به خليفة لوالده من الخليفة العباسي أبو القادر، وحصل أيضا على الدعم من حاكمالكراخانيين.
وقام بإعطاء الإذن لعودة قبائل التركمان التي قد طردها والده إلى البلاد مره أخرى.
وبعدما مرت أربع شهور كان فيها محمد الغزنوي هو السلطان قام بالمسير لمحاربة أخيه إلا أنه أثناء سيره أخبره قوادالجيش قبل وصولهم إلى مدينة الري أنهم تابعين للسلطان مسعود وقاموا بحبسه في قلعة على الطريق.
وفي أكتوبر 1030 قُرأت الخطبة باسم السلطان مسعود وأصبح هو الحاكم للغزنويين.
وأول شئ قام به السلطان مسعود بعدما أصبح الخليفة هو كيّ عيّنيّ أخيه بالنار.
ثم قام بتعيين عمه يوسف واليا على كوسدار، وعندما كان السلطان مسعود في بلخ أتى إلى الجاوسيس من كرمانوأخبروه أن تلك المنطقة فيها بعض المشاكل.
وتوجه السلطان مسعود إلى كرمان صاحبة الموقع الإستراتيجي المهم بالنسبة له وسيطر عليها وضمها بشكل قطعى إلىحكمه في عام 1031.
وقد علم السلطان مسعود بمكاتبات عمه والكرخانيين بفضل جواسيسه، وعلى الفور قام مسعود بالقبض عليه وحبسهفي قلعه. وقد مات عمه محبوسا في تلك القلعة في 1032.
وقد قابل الغزنويون السلطان مسعود بالترحاب في 2 يونيو 1031، وعلى إثر هذا قام السلطان محمود بعدد منالتعينات. وبعد فترة قام بالتوجه في حملة عسكرية نحو الهند في 17 أغسطس 1031.
حرب دبيوسة
أخبر الجواسيس الذين في بخارى السلطان مسعود بالتجهيزات العسكرية للحرب التي سيقوم بها الكرخانيين.
وقد علم السلطان مسعود بهذا الوضع بينما كان في بلخ، وقد عُين حرزم شاه ألتنتاش لمحاربة الغزنوين ثم أرسل ألتنتاشإليه 15 ألف جندي كدعم له، وقد سار في طريق بخارى وسمرقند وتلاقي الجيشان في منطقة تسمى دبيوسة، ولم يحققأي من الطرفين انتصارا على الأخر. وقاما بتوقيع معاهدة.
وقد توفي ألتونتاش على الفور بعد هذا المعاهدة، فأسرع السلطان مسعود بتعين ابنه هارون على خوارزم.
الأحداث الأخرى
بدأت العلاقات بين السلطان مسعود وقبائل التركمان تفسد بالتدريج. وفي عام 1034 أعلن حاكم خوارزم عصيانه وتمردهعلى الدولة الغزنوية.
وكان السبب الظاهري لهذا التمرد موت أخو حاكم خوارزم والذي كان موجودا كرهينة في قصر الخليفة الغزنوي.
أما السببب الحقيقي فكان الاستفادة من الارتباك الواضح نتيجة لإخراج التركمانيين من خرسان والرغبة في الاستقلال.
وقد إتفق السلاجقة والكراخانيين وقاموا بإغلاق الطريق إلى غزنه، وأعلنوا أنفسهم حكام على تلك المنطقة وقد أعلم حاكمخوارزم السلطان المسعودي بهذا الوضع في 29 يوليو 1034.
وقد ذهب العديد من الأمراء مثل طغرل بك وجغري بك ومعهم العديد من الجنود والخيام والقطعان لمساعدة حاكم خارزم.
إلا أن حاكم خارزم قد جُرح من قبل الرجال الذين اشتراهم الحاكم الغزنوي. وتوفي في 18 إبريل 1035.
وقد تراجع الحلفاء (السلاجقة والكرخانيين وطغرل بك وجغري بك) عن مهاجمة غزنة بعد موت حاكم خوارزم.
وبناء على تلك الأحداث قام خارزم ألتنتاش بمنع الاضطرابات التي كان مركزها خوارزم.
وفي عام 1032-1033 حدث صراح بين الحاكم المحلي لأراضي الهند القاضي أبو الحسن الشيرازي وقائد جيوش الهندأحمد يِنال تكين، وعلى إثر هذا إدعى أحمد ينال تكين أنه ابن محمود الغزنوي، وعندما علم مسعود الغزنوي بهذا أرسلجيشا في سبتمبر-أكتوبر 1034، وقتل أحمد ينال تكين.
وقام مسعود الغزنوي بتنظيم حملة إلى غلستان في 25 يناير 1035، وقد وصل حتى جرجان.
وقد أراد السلاجقة عدة ولايات من الغزنويين، ولصد السلاجقة تحرك السلطان مسعود في 29 يونيو 1035، وعلى الرغممن تميزه عن الجيش السلجوقي بميزة الأفيال إلا أنه هُزم في تلك المعركة.
وبعد ذلك قام الطرفان بعقد معاهدة بينهما، وحصل السلاجقة على عدة ولايات من غلستان وخرسان.
وبعدما إنتصر السلاجقة على الغزنويين تشجَّع التركمان وقاموا بالتمرد وسيطروا على مدينة الري، وفي فبراير-مارسعام 1038 خرجت الري وجوارها عن السيطرة تماماً. وقد كان السلطان مسعود قد أخذ عدة تدبيرات لصد هجماتالتركمان في عام 1037 بإنشائه علاقات جيدة مع الكرخانيين.
أعلن السلطان مسعود الغزنوي تجهيزه لحرب جديدة باتجاه الهند، وفي هذا المرة وقف ضده الولاة والوزراء بسببالاضطرابات التي كانت في خرسان، ولكن السلطان مسعود لم يستمع إليهم وإنطلق من غزنه في 6 أكتوبر 1037، وقدتقدم في الهند واستولى على العديد من القلاع حتى عام 1038.
وبينما كان السلطان مسعود في الحرب، قام التركمان بنهب مدينتين، وألحقوا هزيمة ثقيلة بالجيش الذي أرسله مسعودعلى إثر تلك الأحداث في مايو 1038، وفقد الغزنويون نيسابور.
ثم سائت العلاقات مع الكرخانيين من جديد، وقد إنتصر السلطان مسعود في المعركة التي وقعت بينه وبين الكرخانيين في6 إبريل 1039، وقد وجد في جيشه ما يقرب من 30 فيل، وعاد بعد الانتصار إلى مدينة بلخ.
وقد وقعت معركة أخرى بين السلاجقة والغزنويين في يونيو من نفس السنة، ولكن لم يحقق أي طرف انتصار في المعركةوقاموا بتوقيع معاهدة بينهما.
وقد قام السلطان مسعود بالإستعدادات لعدم ثقته في التركمان وإنطلق نحو مدينة نيسابور، ثم دخل المدينة في 16 يناير1040.
إلا أن التركمان قاموا بتخريبات مفرطة في المدينة مما أدى إلى حدوث نقص في الطعام.
ولإحضار الأطعمة من المناطق المجاورة تقدم السلطان مسعود ناحية أراضي السلاجقة.
وعندما لم يجد السلطان المؤنة اللازمة أخذ قرارا بالسير نحو مرو. وفي 22 مايو 1040 وقعت معركة بين الجيش الغزنويالذي تقدم في أراض السلاجقة والتركمان بالخيول، وقد نتج عن ذلك قطع خطوط الإمداد، إلا أن جيش السلطان مسعودإنتصر في تلك المعركة.
معركة داندقان
بدأت تلك المعركة في 24 مايو 1040، وقد وقعت عندما هاجم السلاجقة الجيش الغزنوي أثناء ذهابه إلى قلعة داندقان.
وعلى الرغم من هذا الهجوم إلا أن الجيش الغزنوي استطاع الوصول إلى القلعة قرب الظهيرة.
وقد انسحب من الجيش الغزنوي 375 غلام من غلمان القصر بعد أحد قرارات السلطان مسعود، واستطاعوا الهربوإنضموا إلى الجيش السلجوقي، وباتحادهم مع الجيش السلجوقي تغيرت معطيات المعركة، وبعد هجوم الجيشالسلجوقي تفرق الجيش الغزنوي الذي كان مرهقا وبلا هدف.
وقد كانت تلك المعركة بداية فترة الدولة السلجوقية، والاعتراف بها كدوله.
وقد قرر السلطان مسعود بعد هزيمته في تلك المعركة أن يذهب إلى الهند.
وقد أخذ ابنه وخزينة الدولة معه أثناء ذهابه إلى الهند، وقد بدأت تلك الرحلة في 15 نوفمبر 1040. إلا أن ثورة الغلمانالأتراك والهنود أثناء الطريق إنتهت بإعلان السلطان محمد الغزنوي نفسه حاكما للدولة الغزنوية للمرة الثانية في 21 ديسمبر 1040. وقد ألقى بالسلطان مسعود في الحبس في قلعة كورري. وقد قتل السلطان مسعود في تلك القلعة في 17 يناير 1041.
الحروب مع السلاجقة وانهدام الدولة
بعدما أعلن محمد الغزنوي نفسه حاكما على العرش للمرة الثانية لم يذهب مباشرة إلى مدينة غزنة عاصمة دولته، بلقضى الشتاء في بيشاور.
وعندما علم مودود الغزنوي بوفاة أبيه واستيلاء عمه على العرش ذهب إلى غزنة مباشرة وأعلن نفسه الحاكم. وعندماجاء الربيع إنطلق إليه عمه، وفي 8 إبريل 1041 وقعت المعركة بينهما في جلال آباد، وقد إنتصر مودود في تلك المعركة،وقام بقتل عمه محمد الغزنوي.
لم يستطع السلطان مودود أن يكون حاكما بالمعنى الكامل على الدولة الغزنوية.
لأن أخاه مجدود قد سار إليه بجيشه من الهند للسيطرة على الحكم. إلا أن مجدود وجد ميتا في خيمته التي في لاهور في10 أغسطس 1041.
وبفضل هذا أعلن مودود نفسه حاكما بالمعنى التام وعمل على السيطرة على سيستان وضمها لحكمه.
بيد أنه لم ينجح في ذلك تمامًا. وفي 1043-1044 أعلن أمراء الهند التمرد على الدولة الغزنوية إلا أن السلطان مودوداستطاع السيطرة على هذا التمرد وأرسل إليهم مجموعة من الرجال النبلاء.
وعلى الرغم من تزوج مودود بابنة جغري بك حاكم السلاجقة إلا أنه عندما علم بمرضه أراد استعادة الأراضي التيخسرها الغزنويون بسبب حروبهم مع السلاجقة، وقام بإرسال جيش إلى خرسان.
وعلى إثر هذا قام جغري بك بتعين ألب أرسلان لمواجهة جيش مودود، وبالفعل صد الهجمات في أغسطس-سبتمبر1043، وغنم غنائم كثيرة من الجيش الغزنوي وعاد إلى جانب والده جغري بك مرة أخرى.
وعندما أدرك مودود أن لن يتمكن من هزم السلاجقة بمفرده سعى إلى عقد عدة إتفاقات إلا أن لم يستطع تنفيذ أي شئبسبب مرضه وفقد حياته في 19 ديسمبر 1049.
وقد استولى على العرش مسعود الثاني الغزنوي بعد وفاة والده مودود، وقد أنجبت ابنه جغري بك مسعود الثاني، ولإنهكان صغيرًا اهتمت أمه بأعمال الدولة لفترة قصيرة في ذلك العهد، إلا أن زعماء الدولة قاموا بتنحية السلطان مسعودالثاني في 29 ديسمبر 1049، وحل محله السلطان على بن مسعود.
وفور تولى السلطان علي الحكم قام بحبس عمه عبد الرشيد، وعين وزريه قائدًا للجيش وأرسل جيشا إلى سيستان.
إلا أن الوزير قام بإخراج عبد الرشيد بن محمود أكبر أعضاء الأسرة من السجن وأعلنه الحاكم.
وعندما رأي السلطان على أن الجيش في صالح عمه حاول الهرب ولكن تم الإمساك به ووضع في الحبس.
وبعدما تولى السلطان عبد الرشيد الحكم عمل على تعزيز وضع الغزنويين في الهند وتحسينه، وقام السلطان عبد الرشيدبتعين طغرل بوظان قائدا للجيش، وأوكل إليه مهمة إيقاف السلاجقة، وقد هزم طغرل السلاجقة في 1051 واستولى علىسيستان، وبعدها إتجه نحو غزنه وقام بقتل عبد الرشيد ومعه أحد عشر وليًا للعهد، وأصبح حاكم الغزنويين، وقداستطاع ثلاثة من الأمراء النجاة من تلك المذبحة وهم فرروح زاد، وإبراهيم وشجاع.
وعندما استطاع أحد غلمان مسعود قتل طغرل بالخنجر أصبح الأمراء الثلاثة في أمان.
وقد بقى طغرل حاكما للغزنويين ما بين 40 إلى 57 يوم تقريبا.
وبعد ذلك اجتمع القادة الغزنويون وإختاروا الأمير فرروح زاد للحكم. وقد تم فتح تحقيق وقُبض على الأشخاص الذينلعبوا دورًا في قتل السلطان عبد الرشيد وتم كشفهم وقتلوا.
وعندما علم السلاجقة بما يدور في الدولة الغزنوية توجهوا لمحاربتها إستغلالًا لتلك الفرصة إلا أن فرروح زاد استطاعالتغلب على الجيش السلجوقي. وانسحب جغري بك على إثر هذا إلى خرسان. وقد طلب ألب أرسلان الإذن من والدهلمهاجمة الغزنويين بعدما قام جيش غزنوي كبير بهزيمة جيش السلاجقة في باختر. وقام بهزيمة الغزنويين في 1053. وقد حل إبراهيم بن مسعود محل أخوه في حكم الغزنويين بعد وفاته في 4 إبريل 1059.
إنتهت حروب السلاجقة مع الغزنويين والتي قد استمرت لفترة في عهد السلطان إبراهيم، وقد وقع الطرفان معاهدة تم فيهاإعلان الحدود التي بين الطرفين وهي سلسلة جبال هندوكوش التي في شمال أفغانستان.
وقد حاول إبراهيم الاستفادة من هذا العصر الهادئ وعمل على تنظيم دولته من جديد، إلا أنه بعد موت ألب أرسلان في 24 نوفمبر 1072 حل محله ابنه جلال الدولة ملك شاه، وقد أدى هذا إلى سوء العلاقة من جديد مع الغزنويين.
وقد سار إبراهيم على نهج أجداده وقام بتنظيم الحملات إلى الهند، وقد استولى على بعض القلاع في 1079-1080 بعدحروبه مع الغوريين، وقد تفوق عليهم.
وقد توفي إبراهيم في سبتمبر- أكتوبر عام 1099.
وقد جاء خلفا له ابنه مسعود بن إبراهيم الغزنوي، وقد تزوج بابنة سلطان السلاجقة جلال الدولة ملك شاه. وقد حقق عدةنجاحات في الهند، وتوفي في فبراير-مارس عام 1115، وهو في 54 من عمره.
وحل محله ابنه شرزاد.
وقد استمر فترة قصيرة في الحكم ثم نُحي عن العرش وقتل من قبل أخوه أرسلان شاه.
وفي هذه المنازعة على العرش وقتل شرزاد قام أرسلان شاه بقتل بعض إخوته وحبس البعض الأخر، وقد استطاع بهرامشاه فقط النجاة.
قام بهرام شاه بإنشاء علاقات جيدة مع سلطان السلاجقة أحمد سنجر، وقد أقنعه بمحاربة أرسلان شاه.
وقد دخل أحمد سنجر إلى غزنه في 25 فبراير 1117، وعين بهرام شاه حاكما على الغزنويين، وقام بإنشاء معاهدة معه.
وقد نصت تلك المعاهدة على أن تُقرأ الخطبة باسم الخليفة العباسي ومن بعده السلطان محمد بن ملكشاه ومن بعهدهأحمد سنجر، ومن بعدهم اسمه. بالإضافة إلى قبوله بإعطائه عطية سنوية.
ولم يستطع أرسلان شاه هزيمة أحمد سنجر أثناء تركه لغزنه لمساعدة بهرام شاه له.
وقُتل في سبتمبر- أكتوبر 1118.
وعندما أعلن والي الهند تمرده في 1119 ذهب بهرام إليه وقتله هو و 17 ابن من أبنائه، وأعاد سيطرته على الهند. وعندماخرج بهرام من طاعته لأحمد سنجر، عاد أحمد سنجر إلى غزنه في 1135، وعلى إثر هذا هرب بهرام شاه إلى الهند،واستولى أحمد سنجر على خزينة الدولة. إلا أن بهرام عندما أعلمه بأنه سيطيعه من جديد عاد مرة أخرى إلى العرش.
فسدت العلاقات الغزنوية الغورية عندما اشتبه في موت حاكم غوري إلتجأ إلى غزنه عندما كان هناك صراع على العرشبين الغوريين.
وعلى إثر هذا قام الغورييون بالسيطرة على غزنه في سبتمبر-أكتوبر 1148.
وقد إبتعد العزنويون عن المدينة وأرسل رسالة سرية إلى بهرام شاه، إلا أنه هُزم عندما واجه الغوريين وهرب إلى الهند.
وفي عام 1151 قام الغورييون بنهب مدينة غزنه وإتلافها بشكل كبير، وفي عام 24 يونيو 1152 قام أحمد سنجر بهزيمةالغوريين، وعندما انسحب الغوريون من المدينة عاد بهرام شاه إليها مرة أخرى.
وقد تُوفي بهرام شاه في بدايات عام 1157 في غزنه.
وقد جاء ابنه حوسرف شاه خلفًا له. وعندما وقع السلطان سنجر في الأسر من قبل الأغوز، استفاد الغوريون من هذاالوضع وسيطروا على عدة مدن غزنوية في عام 1157.
وبعد هذا كان حوسرف شاه أخر حكام الغزنويين الذين إستطاعوا أن يعيشوا في العاصمة لاهور، وقد حكم ابنه أيضاحوسرف ماليك بعض نواحي البنجاب.
وفي عام 1186 وقع حوسرف ماليك وأبنائه في أسر الغوريين، وبهذا تنتهي الدولة الغزنوية.
تحقق مفهوم الدولة الغزنوية في صورة توليف (تركيب) لمفاهيم الهيمنة الإيرانية والإسلامية والتركية التي تتفق معالمفهوم الإسلامي الذي يعتبر خليفة الإسلام أو الحكام الذين يحكمون باسمه كخليفة الله في الأرض.
إن الدولة الغزنوية التي خدمت إحدى الدول الإسلامية التي تمتلك منظمات الدولة الأصلية والأساسية لفترة من الزمن،والتي واصلت وجودها كتابعة لها لفترة من الزمن أيضاً؛ تعكس خصائص الدولة الإسلامية في العصور الوسطىومفاهيم الدولة والحكومة والسيادة تماماً.
وقد لوحظ أيضًا تقليد العباسيين والسامانيين والدولة التركية القديمة مثل الهون والجوك الترك والإيغور في نظام الدولة.
وكانت الدول التركية قبل الإسلام كما الدولة الغزنوية تصك النقود وتقرأ الخطبة باسم الحاكم، وكان لقب الأمير أوالسلطان يُطلق على حاكم الدولة، وقد استخدم الحكام قبل عهد السلطان محمود الغزنوي لقب الأمير، ومنذ توليه الحكمبدأ استخدام لقب سُلطان.
وكانت دوائر الدولة في ذلك الوقت يُطلق عليها ديوان، والديوان يعادل الوزارة في هذا الزمان.
وكانت أهم تلك الدواوين ديوان الوزارات، ديوان الأرض، ديوان الرسالات، ديوان الإشراف.
وكان ديوان الوزرات يهتم بالمسائل المالية والإدارة العامة للدولة، وكان رئيسه وزيرًا.
أما ديوان الأرض فيعادل في وقتنا هذا وزارة الدفاع، وكان يُطلق على رئيسه عارض أو صاحب ديوان الأرض. وكانأصحاب الرتب العسكرية العالية يُطلق عليهم في الغالب لقب حاجب، أما أصحاب الرتب العالية من المدنيين فكان يُطلقعليهم لقب وزير.
وكان من أعلى الألقاب التي يمكن أن يحصل عليها أي موظف مدني في الدولة الغزنوية، هو لقب عامد.
وكان يستخدم لإجل الوزراء وعدد من البيروقراطيين فقط. وكان يطلق على ولاة الولايات وبالأخص القريبة من العراق (كاتهودار) وزير الولاية، أو عامد العراق، أما حاكم المناطق القريبة من خوارزم فكان يُطلق عليه خارزم شاه.
كما أنه كان يُطلق على رئيس الإدارة المدنية في أي ولاية لقب صاحب الديوان، وكان مسؤولا عن جمع الضرائب والأعمالالإدارية.
النظام العسكري
إذا ما تتبعنا سياسة توسع الدولة الغزنوية، ونظرنا إلى وضع الجيش الغزنوي نجد أنه كان دائمًا في وضع الإستعداد.
وكانت القوة العسكرية للدولة الغزنوية تتكون من الغلمان والجنود التابعين للدولة والتركمان وقوات المناطق والأفيال.
إلا أن القوة الأساسية في الجيش كانت من الغلمان.
وكانت أصغر رتبة في الجيش (هيلاتاش) وهو قائد لعشرة من الفرسان.
أما قائد المئة فارس فيسمي (قائد)،
وقائد الخمسمائة فارس يُسمى (سرهناك).
أما قائد الألف شخص فيسمى (صالار) أو (سيباح صالار).
أما القائد في الجيش فيطلق عليه (حاجب).
كان عدد الغلمان في القصر حوالي 4 ألاف أو 6 ألاف شخص.
ثم إنضم الغلمان بعد ذلك إلى الهنود والطاجيك. ويعرف قُوَادُهم (بصالار الغلمان).
أما القوات الخاصة للحاكم من الغلمان فكان يُطلق عليهم (الغلمان الخاصين).
أما الجنود القادمين من الشمال مثل (الياغما-القارلوق-الخلج) فكان يُطلق عليهم الجنود المساعدين وكانوا يحصلونعلى راتب.
أما الولاة المحليين فكانوا يستخدمون جنودًا من القبائل بهدف الدفاع عن ولاياتهم وحفظ الأمن فيها.
بالإضافة إلى الأفيال التي كانوا يأخذونها من الهند.
وكان عدد الأفيال في الجيش ما يقرب من 1700 فيل.
بالإضافة إلى أنه كان يتم الاستفادة من الجنود الذين ينضمون إلى الجيش كمجاهدين متطوعين.
النظام القضائي
كان النظام القضائي في الدولة الغزنوية يتكون من ركزتين أساسيتين هما القضاء الشرعي والعرفي.
وكان هناك قضاة شرعيون للزواج والطلاق والميراث وغيرها من المعاملات الشرعية.
وكان السلطان لا يتدخل فيها بأي حال من الأحوال.
وكان يوجد في كل مركز مدينة أو ولاية قاضي رئيسي، وكان يُسمى بقاضي القضاة.
ومع الوقت أُطلق لقب النائب على الشخص الذي كان له مسؤليات قاضي القضاة، ويحل محله.
وكان القضاة يحصلون على رواتب عالية، لضمان عدالتهم وحتى لا يقوم أحد بالتأثير عليهم ورشوتهم.
وكان رئيس ديوان المظالم في الدولة الغزنوية كان يستمع شخصيا إلى شكاوي الشعب، ويقوم بالحكم فيها.
كان من المعلوم أن الشعب الغزنوي مرتبط بدين حاكمه، وقد كانوا تابعين للدولة العباسية في الداخل والخارج، ومن بعدجلوس محمود الغزنوي على العرش وارتباطه إلى حد كبير بالخليفة العباسي أبو القادر، وحصوله على عدة ألقاب منه،بدأت العقيدة السنية في الانتشار في جميع أنحاء الدولة، وحاول بكل شكل إتخاذ كافة التدبيرات اللازمة لتدمير ومحوالعقيدة الشيعية.
بالإضافة إلى أن الغزنويين قاموا بتطبيق تقاليد السامانيين في اللقاءات الدبلوماسية التي عُقدت مع العباسيين، وقاموابعمل استقبال أكثر فخامة من ممثلي الدول الأخرى، وأصبحوا جديرين بالاحترام.
وبالإضافة إلى قراءة الخُطبة باسم الخليفة العباسي والسلطان الغزنوي، تم استخدام اسم الخليفة بجانب السلطان علىالنقود التي تُصك.
لم تكن الدولة الغزنوية دولة إيرانية من الناحية الثقافية، ولكن كانت تُرى على أنها دولة تركية دخلها التفريس، (أصبحتفارسية).
وقد أثرت الدولة الغزنوية في الدول الإسلامية التي أتت بعدها من الناحية الثقافية والفنية.
وقد شُوهدت أثار النجاح والتجديد في الهندسة حتى في إمارات الأناضول.
وقد أنشئت العديد من المدراس في فترة الغزنويين بالقرب من نيسابور.
وقد أُسست كذلك العديد من المكتبات. بالإضافة إلى إنشاء السلطان محمود مدرسة كبيرة في المكتبة التي كانت بجوارمسجده.
وكذلك تأسيس مدرسة دار العلوم.
ومتحف يضم الأشياء النادرة والفريدة من نوعها والتحف القديمة.
وقد تأثر السلاجقة من جانب وكذلك إمبراطورية مغول الهند بالهندسة والزينة والرسوم التي واجهها السلطان محمودفي الهند.
وقد حول السلطان محمود العاصمة غزنة في عهدة إلى مركز للثقافة، فقد أنشئ فيها المستشفيات، والمدارس، والمكتبات،والحدائق والقصور والكباري والمساجد.
وأهم أثر بقى من الغزنوين حتى يومنا هذا هو قصر لشكري بازار الذي في أفغانستان.
وقد وجدت بقايا وأثار مساجد تعود للغزنويين في مدينة غزنة في السنوات الأخيرة، وقد اهتم الغزنويون بفن الزينةبجانب اهتمامهم بالهندسة.
كما اهتموا أيضا بفن الكتابة فقد بلغ الخط الكوفي درجة النضج في عهد السلطان إبراهيم (1059-1099).
وقدأثر الفن الغزنوي على الدولة السلجوقية والهند.
كانت اللغة الرسمية للدولة الغزنوية هي اللغة الفارسية، إلا أن الجيش كان يستعمل اللغة التركية.
وقد كانت الثقافة الغزنوية مثل الثقافة السامانية مُقتبسة من الثقافة الإيرانية.
وقد قام الغزنويون بدعم الأدب الفارسي أيضًا.
وقد كان في القصر الغزنوي الأدباء الفارسيين الكبار الذين تركوا أثارًا عظيمة. فقد كان في القصر الغزنوي أبو قاسمالفردوسي صاحب كتاب شاهنامه، وكذلك العالم أبو الريحان البيروني.
وكانت فترة الغزنويين أحد ألمع فترات الأدب الفارسي.
وقد قام الحكام الغزنويون بحماية الشعراء الذين يكتبون الشعر بالفارسية، وقد ورثوا ما تركه السامانيين في المجالالفكري.
وقد أحيا السلطان محمود الملاحم الإيرانية، وفي نفس الوقت اهتم بالعادات التركية.
وقد كتب أول شعر تركي إسلامي في عهده.
وقد قام الفردوسي الشاعر بإعادة إحياء الفارسية والثقافة الفارسية من جديد، حيث كتب تاريخ جميع العصور الأدبية فيتحفته الأدبية التي كتبها شاهنامه.
وفي تلك الفترة كسبت العاصمة (غزنة) الميزة التي جعلتها مركزًا ثقافيا، ومحط أنظار الكثير من الشعراء والكتاب منمناطق عديدة.
وقد عكس الشعراء في تلك الفترة تأثرهم بأعمال الشعراء السابقين، وبالأخص في المشاعر القومية، وقد بدأ الابتعاد عنالارتباط بالعادات في تلك الفترة أيضًا. وقد رُصد وجود عدد قليل جدًا من الشعراء الذين تحدثوا عن المشاعر القوميةوعادات وتقاليد الشعب الإيراني.
وقد تأثر الأدب الغزنوي أيضا بالجهود التي بذلها السلطان محمود لنشر الإسلام في الهند.
وعلى الرغم من كون أغلب الآثار النثرية المكتوبة هي باللغة العربية؛ إلا أنه توجد أيضًا آثار نثرية فارسية داخلها.
وقد كانت للقوة السياسية التي تملكها الدولة الغزنوية أثرٌ كبير في الإنتاج المعرفي للأداب والعلوم. وقد بلغت الأعمالالتي قام بها العالم أبو الريحان البيروني في الفلك والرياضيات والذي أسره الغزنويون ذروتها في فترة العشر سنواتالتي أمضاها في العاصمة غزنة.
الحياة الفكرية والحضارية في الدولة الغزنوية وتأثيرها
سادت الثقافة الفارسية في عصر الدولة الغزنوية، وعاش في كنف هذه الدولة الشاعر الإيراني الفردوسي أعظم شعراءالفرس، ونال جائزة السلطان محمود الغزنوي على ملحمته «الشهنامة»، وكتب أبو نصر العتبي (ت428هـ) تاريخاً عنحياة محمود الغزنوي وجهاده إلى سنة 409هـ وسماه «التاريخ اليميني» نسبة إلى لقبه يمين الدولة، وألف هذا الكتابباللغة العربية لما رآه من كثرة كتابات الأدباء باللغة الفارسية عن السلطان محمود، كذلك عاش في كنف الغزنويين في غزنةالمؤرخ والعالم أبو الريحان البيروني (ت 440هـ) الذي أهدى كتابه «القانون المسعودي» للسلطان مسعود بن محمودالغزنوي وأهدى كتابه في الأحجار الكريمة للسلطان مودود بن مسعود، وألف كتابه المشهور «الآثار الباقية عن القرونالخالية»، كذلك ألّف المؤرخ الفارسي أبو الفضل محمد بن حسين البيهقي (ت 470هـ) بالفارسية كتاباً للسلطان مسعودووالده محمود الغزنوي عرف بتاريخ البيهقي.
وقد لعب الغزنويون أهم دور لتشر الإسلام إلى داخل الهند، ويعتقد بعض المؤرخيين أن الغزنويين هم من أسسوا الدولتينالمنفصلتين الآن الهند وباكستان.
ويعتقد المؤرخ محمد فؤاد كوبريلي أن تلك الدولة لم تعتمد على القوة العسكرية فقط في نشر الإسلام، وأنها خلقت نقطةارتكاز وقوة عظيمة بنشرها الإسلام حتى البنجاب، وبفعلهم هذا أعدوا أرض خصبة للمسلمين والدول الإسلامية القادمةمن بعدهم.
بهرام شاه الغزنوي
بهرام شاه الغزنوي مجهول تاريخ الميلاد، وتوفي في 1157، وقد حكم الدولة الغزنوية في الفترة من عام 1117 إلى 1157.
معلومات شخصية :
بهرام شاه الغزنوي الأب مسعود بن إبراهيم الغزنوي من السلالة الغزنوية - الأولاد خسرو شاه
الميلاد 1084 بـ غزنة ، والدولة الغزنوية
الوفاة 1157 بـ غزنة ، والدولة الغزنوية
بعدما استطاع بهرام شاه فقط النجاة من مذبحة أرسلان شاه.
قام بهرام شاه بإنشاء علاقات جيدة مع سلطان السلاجقة أحمد سنجر، وقد أقنعه بمحاربة أرسلان شاه.
وقد دخل أحمد سنجر إلى غزنه في 25 فبراير 1117، وعين بهرام شاه حاكما على الغزنويين، وقام بإنشاء معاهدة معه. وقد نصت تلك المعاهدة على أن تُقرأ الخطبة باسم الخليفة العباسي ومن بعده السلطان محمد بن ملكشاه ومن بعهدهأحمد سنجر، ومن بعدهم اسمه.
بالإضافة إلى قبوله بإعطائه عطية سنوية.
ولم يستطع أرسلان شاه هزيمة أحمد سنجر أثناء تركه لغزنه لمساعدة بهرام شاه له. وقُتل في سبتمبر- أكتوبر 1118.
وعندما أعلن والي الهند تمرده في 1119 ذهب بهرام إليه وقتله هوا 17 ابن من أبنائه، وأعاد سيطرته على الهند. وعندماخرج بهرام من طاعته لأحمد سنجر، عاد أحمد سنجر إلى غزنه في 1135، وعلى إثر هذا هرب بهرام شاه إلى الهند،واستولى أحمد سنجر على خزينة الدولة.
إلا أن بهرام عندما أعلمه بأنه سيطيعه من جديد عاد مرة أخرى إلى العرش.
فسدت العلاقات الغزنوية الغورية عندما إشتبه في موت حاكم غوري إلتجأ إلى غزنه عندما كان هناك صراع على العرشبين الغوريين.
وعلى إثر هذا قام الغورييون بالسيطرة على غزنه في سبتمبر-أكتوبر 1148.
وقد إبتعد العزنويون عن المدينة وأرسل رسالة سرية إلى بهرام شاه، إلا أنه هُزم عندما واجه الغوريين وهرب إلى الهند.
وفي عام 1151 قام الغورييون بنهب مدينة غزنه وإتلافها بشكل كبير، وفي عام 24 يونيو 1152 قام أحمد سنجر بهزيمةالغوريين، وعندما انسحب الغوريون من المدينة عاد بهرام شاه إليها مرة أخرى.
وقد تُوفي بهرام شاه في بدايات عام 1157 في غزنه.
وقد جاء إبنه حوسرف شاه خلفًا له.أنتهى والله أعلم.