الاِقْتِرَابُ المُبَالَغُ بِهِ يُطْفِئُ وَمِيضَ الاِنْبِهَارِ
أحيــــانا .. نحبهم قبل أن نعرفهــــم .. وحيـــــن نعرفهم نتوقف عن حبهم..)
هل جربت يوماً أن تحب إنســـاناً لا تعرفه..؟
أو تحلم بإنســـان لم تلتق به يوماً..؟
أم تعيش في خيـــالكـ مع إنسان لا تعرف عنه شيئـــــاً..؟
!!!... لكنـــــكـ وبكـــل صدق تفرح لفرحـــه .. وتحزن لحـــزنه
!!!...وتدعـــو له دائمــــا بالخيــــــر
ربمـــا معظمنــا، إن لم يكــن جميعنـــا قد جرب هذه العاطفة الجميلــة .. فالبعــض منا قد يتعلق بفنان مــا .. والبعــض الآخــر قد يحــب لاعب كــرة .. والبعــض قد يدمن الاستمــاع إلى مطرب مــا .. أو يدمــن القراءة لشــاعر أو كــاتب دون ســـــواه
وللخيـــــال الدور الرئيســـي في جميع هـــذه الحــالات .. فالــذي يحب إنســـاناً دون أن يلتقيـــه يكون قد رســــم له صورة معينــة في خياله قد تغاير تمـــاماً صورته الحقيقيـــة ..
فالخيـــال دائمــاً أجمـــل من الواقــع، وربمــا بمراحـــل .. لما للخيـــال من قدرة على إضافة الكثيــر من الرتوش التي تخفي الكثيـــر من العيـــوب التي تظهــرها لنا مرآة الواقع بكـــل وضـــوح..
وربـــما تكــون هذه المشـــاعر مجــرد وهم .. لكـــن البعــض يكبـــر ويكبـــر وهمه معــه .. وربمــا تكـــون فتـــرة المراهقــة هي أكثــر المراحــل عرضــة لهذا النــوع من المشــاعر والأحــاسيس ..
ففــي هذه المرحلــة يمـــيل الإنســـان إلى الخيــــال والتخيـــل .. ويشعــــر بحاجتــه المـــاسة إلى البحــث عن قــدوة يقتــدي بهـا .. وقــد يحســن أو يخطـــئ الاختيــار .. لكنـــه يتمســــكـ باختيـــاره ويـــدافع عنـــه بشــــدة..
ويظلـــم البعـــض أنفسهم كثيراً .. حيــن يتمــادون في خيالهم ومشاعرهم لدرجة خداع أنفســهم فيبنون في خيالهــم مدينة جميـــلة .. يمـــارسون فيها كل طقــوس الحب مع من يحبــون في الوقت الذي لا يعلـــم فيه الطــرف الآخـــر عنهم وعن مشـــاعرهم شيـــئــــاً...
ومعظـــم هؤلاء يشعــرون بالنــــدم .. .. ولكــــــــــــــــن .. .. بعــد فوات الأوان..
... حيـــن تكــون أجمل أيامهم قد مرت على وهم
... فالأيـــــــام لا تنتظـــــر أحداً إلى أن يستيقظ من أحـــلامه
.... وبالتـــــــأكيــــــــــد
... ليـــس كــل أنــواع هذه المشــاعر تكون خاطئــة
أو وليـــدة مرحلــة معينة تنتهـــي بانتهاء المرحلـــة .. بــل على العكــــس تماماً
فهنــــاكـ بالمقـــابل مشاعر جميلة نحملهـــا .. لأنــــاس كثيرين لم نلتـــق بهم يومــاً .. ولا نعرف عنهم سوى أسمائـــهم أو ملامحهم أو أسمـــاؤهم المستعـــارة التي تطل علينا من شاشات الكمبيوتر أو أوراق الصحف والمجــــلات..
وأعتـــرف لكـــم .. أننــــي أحمــل في داخلـــي الكثيــر من المشــاعر الدافئــة .. لأنـــاس لا أعرفهــم وتعمدت أن لا أعرفهم كــي لا أكســر حاجز الخيــال الجميــل بيني وبينهم...
... فحيـــن تواجدت في هذا القروب الذي جمعنــا على حب أحببته كثيــراً
... وحيــن تعرفت على إخــوة وأخـــوات هنــا .. تعلقـــت بهم كثيـــراً
... وحيـــن قرأت قصـــائــد أخــي "بـــدوي قطــــر" .. وجدت نفســي فيهــا
... وحيــن تشــاجرت مع أخـــي "قطــــر" .. عشت شقــاوتي المحببة إلى نفسـي
... وحيــن تواجدت بين صور أخــي "الدوســـري" .. رأيتنــي أقف إعجاباً أمامهــا
... وحيــن مررت على مواضيـع أخي "بـــدوي " وجدتنـي مبهــورة بجميــل ما يقدم
... وحيــن تحدثت مع غاليتــــي "فلكـــورة" وجدتني أحبهـا أكثــر فأكثــر
... وحيـــن اتفقت مع غاليتـــي "بنت الكـــويت" عشت نشـوة الإجرام الحنـون
وحيــن افتقدت وجود الغاليــات "وحدة من قطــر + الشــــوق + زهــرة البوادي + نبــض" عشت ... إحســاس بُعـد الغاليــن
... وحيـــن قررت الابتعــــاد قليلاً .. اكتشفت أنني أحب هذا الجمـــع بصـــدق
وأصــــارحكـــم .. أنني كلمـــا قرأت ردودكم ومشاركاتكم حاولت أن أرســم لكم مــلامح من خيــالي .. ولهـــذا فأنا أحتفــظ لكم في خيــالي بمجموعة من الصــور التي قد لا تشبهكم في شـــي ..
... وأعلــــــم أنكـــم تحتفظـــون لـــي في خيـــالكم بصــورة ممـــاثلـــة
فشكـــراً لخيــــالي الذي يرسمكـــــم على البعـــد .. وشكـــراً لخيـــــــالكم الذي يرسمنــــي على البعـــد ذاتــه...
.... وتأكــــــــــدوا
... أن أشـــاء كثيرة يجب أن تبقــى في مدن الخيــال .. وأن لا نعرضهــا يوماً لضوء الواقع كي لا نفقدها
... وتأكـــــــدوا أيضـــاً
أن عــدم اللقـــاء بأولــئــــكـ الذين نحبهم ولا نعرفهــم يكون هو الأفضــل في معظم الحــالات .. فالكثيــر من الحــالات الجميلــة والأحاسيـــس الرائعـــة انتهت وتبخــرت عند لحظة اللقـــاء...
.. .. .. .. إذن
فلنحـــبهم دون نحرص على معرفة لون أعينهـــم .. أو نكهــة أحاديثهم .. أو عطرهم المفضــل .. أو طقــوس حياتهم الخـــاصة
فالاقتــــــراب المبالغ به يطفـــئ وميــض الانبهـــار بهم…